أمّ: ما سألت ليش بنتي هيك…تقبّلتها

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (19 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading...Loading...

3,718 views

أنا عرفت قبل ما هيّ تقلّي

بطريق الصدفة وقعوا أوراق بغرفتها

وكانت مخبيتهن هيّ برا، لأن ما بفتح علب

وقعوا أوراق عالأرض. أنا وعم لمُّن قرأت

وقرأت كيف تعذبت بنتي

وفيني قلك إنو هونيك بكيت. بكيت من قلبي مش لأنو بنتي غاي*، بقولها بكل صراحة

بس بكيت لأنو بنتي تعذبت وأنا ما معي خبر

كنت حس عليها بس ما كنت حس إنو هيدا هو الموضوع

قول إنو متل كل بنت يمكن “بويفرند”** يمكن قصص بالمدرسة يمكن قصص مع أصحابها ما عم تحب تقلي ياهن

بس لما عرفت بكيت لأن هي تعذبت

بس قلت ما رح قلها شي. أصلاً كانت بعيدة كتير عني ما كان فيّي أحكي وأنا كان بدي ياها هيّ تواجه وضعها وتواجهني

أنا عرفت وسكّرت وضبيتلها وراقها متل ما هنّي.. بس تواجهني بوضعها بحكيلها عن الأوراق

إجت الصيفية وكان حرب

كنا نهار عم نحكي ولطشتني كلمة: مش كل الأهل بيعرفوا كل شي عن ولادهن

وأنا قلتلها: الأولاد لازم يخبروا ت الأهل يعرفوا

وسكتت

صدفت الحرب وصدفت كنا هربانين، وكل مرة تقلّي “بدي قلك شي” وترجع تلغي الموضوع وأنا أسكت. لآخر شي قلتلها

هلّق منطلع لفوق وهلّق بتقوليلي شو بدك تقوليلي

قالتلي: “مامي أنا قصتي هيك هيك وأنا عايشة مع بنت”

قلتلها: “أنا عارفة بس ناطرتك تخبريني أنتِ”

أنا ربّيت ولادي على أنّو يكونوا مقتنعين هنّي بحالن مش يبيضوا وجّ معي على حساب تعاستهن

أنا إذا هنّي مبسوطين، أنا مبسوطة وإذا هنّي زعلانين، صدقيني أنا بزعل

من هونيك تواجهنا أنا وهي.. وصارحتني وصارحتها.. وبوّستها وقلتلها: “بتمشي راسك عالي. هاي حياتك وإسمها الحياة الخاصة.” تاني يوم كنّا بالمطبخ حسيتها شوي مستحيّة. وقّفتها وقلتلها: مامي، بتطلّعي فيّي وراسك فوق، ما بتنزلي راسك.. بس بطلب منك إذا سمعتي تعليق – لأنو مجتمعنا كتير خبيث – إذا سمعتي حدا حكي عن فلان إنو غاي أو شاذ متل ما بقولوا (وأنا بلاقي المجتمع شاذ مش إنتو) ما تعلقي ما تلفتي النظر وعيشي حياتك.

وهيك اتفقنا.

إذا الأهل بيتفهّموا، بلاقوا إنو هيدا الوضع خاص بالشخص

هيّ يلي اختارت. ليش اختارت؟ ما فيني أعرف

نفسيّاً.. جسديّاً.. ليش ما ليش هي اختارت.. ما بعرف

بس أنا بقول إنو هيدا خيارها إلها وأنا بحترمه

ما لمت حالي. ما شفتها كمشكلة. كنت قارية عن الموضوع وكتير بتابع برامج بيحكوا عن مواضيع وكنا نقعد كلنا سوا نحضرهن. ما سألت: ليش بنتي هيك؟ تقبلتها.

من بعد ما حكيتني صار في ثقة أكبر. صار هيّ عندها شخصية منفتحة أكتر.. صرت حس عليها إنّو إذا عندها مشكلة بتجي لعند أمها. بحس حالي فخورة إنو أنا أول أو تاني شخص بيعرف بالأشيا يلي عم تمرق فيا.. أفضلّي من إنّو تبقى ساكتة على حالها وتعيش حياتها وأنا ما عندي خبر.

إذا سألوني بجاوب إنو هيدا الشي طبيعي وفي كتير منّو، وإذا بغمّض عينيّ وبلاقي بنتي مع شب أو بنت، هي بنتي وبتضلّ بنتي من قلبي ومن روحي.

ما خبّرت زوجي شي. بس بعرف إنو بحس على شي. أوقات بيسألها سؤال بيحرجها فيه

بتقلو ما خصني بالشباب، بقلها: ليش، بتحبي البنات؟

هيّ ما بتجاوب، وهو بيجي بخبرني تاني يوم وأنا بضحك.. لا بنفي ولا بأكّد. عندو شكوك، بس نهار يلّي بقلي: قوليلي الحقيقية هيك؟ بقلو إيه هيك.

ليه لخلّيه يكون بوضع يزعل ويتضايق؟ لما يأكّدلي، بأكّدله.

ما عندي مشكلة تكون بنتي ناشطة بهالمجال طالما هيّ عم تاخذ إحتياطاتها وعم تعمل شي بتحبو.

بفتخر فيها، بفتخر فيكن كلكن، ما زال عم تحاولوا تلاقوا حلول.. أنا ضد العنف.. ضد قلة الإحترام، ما خصني بغيري، وما كتير بآمن بمجتمعنا.

يلّي عم تعملوه كتير بفتخر فيه.

أنا ما فيني أحكي عن كل الأهل.

بعدنا بمجتمع خبيث لّما الأب بيضرب ولده. ما بتخايل الأهل كيف فيهن يكونوا قاسيين مع ولادهن وما بدن يشوفوا إنو بنتهن صبيّة وإلها حقوقها. هيدا التغيير بدو وقت.

أنا ما أثر فيّي إنو بنتي غاي، أثر فيّي إنها تعذبت.. لّما خبّرتني تنيناتنا رتحنا.

بالآخر إربحوا حالكن وإخسروا العالم، ما تربحوا العالم على حساب خسارة حالكن.

*غاي:مثلية

**بويفرند: حبيب

لقاء حقيقي أجرته “بخصوص” مع والدة احدى الفتيات المثليات


Shant is a half-breed in a mutation process. She enjoys her coffee with a few drops of amaretto and her pickles with hot cocoa. She also has compulsive movie-watching binges, which make her speak in movie quotes. She fancies punk cabaret and lives her life pretending it’s an ongoing edit of a film.

Leave a Reply