ما تعبت كون الثورة

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading...Loading...

1,205 views

أهم شي بحياتي إنتِ، وأهم شي الكسرة اللي بتدل عالتأنيث، وتاء التأنيث الساكنة سكون ما قبل العاصفة، ونون النسوة، وكل شي بالنهاية بوصّل إلك.

من كم يوم ودعتك وقلتلك يمكن هي آخر مرة رح منكون سوا، وغنيتلك “ياريتو ما كان في مراكب ياريتو ما كان في سفر”…بس للأسف، سافرت على بلد ثاني وتركتك وتركت بلدي وتركت الثورة وأصحابي، بس حملتكن جوات روحي وبعيوني. يمكن كان لازم إبعد عنّك لأنو ما عاد فيني اتحمل كون قريبة منك وإنتِ بعيدة… بعيدة كثير.

تعبت من حياتي، تعبت من شوقي إلك، تعبت من رهاب المثلية اللي ملاحقني وين ما روح.

يوم 17 أيار من الإيام الصعبة كثير اللي مرّت عليّ هالسنة كنت وحيدة كثير وحزينة وضايعة. كان بدي قلك بحبك كان بدي اسكن فيكي وضيع فيكي، واحكي وخلي صوتي يملّي الدني، وكون ببلدي. كان بدي اطلع مظاهرة، ومش بس طالب بإسقاط النظام، كمان طالب بإسقاط رهاب المثلية لأنو كمان هوي نظام دكتاتوري فاسد وفيه شبّيحة وبلطجية، ولأنو بظِل هالنظام ما فيني عيش بحرية وما فيني كون على حقيقتي وما فيني قلك بحبك وامسك ايدك ونمشي سوا. لأنو إذا كنّا هيك، رح نصير خطر عالأمن الوطني والقومي ورح نطلع مندسّين وعمنخرب عقول الناس عن طريق مؤامرة خارجية.

حبيبتي… كثير محتاجة تكوني حدي وإنتو كمان صديقاتي محتاجة كون معكن وتكونو معي، منشان ما حس حالي وحيدة، ومنشان لمّا إبكي يكون في حدا حاسس فيني وبيعرف شو بني ولنكون إيد وحدة للدفاع عن حقوقنا.

تعبت من الصمت والوحدة، ومن هالحياة اللي ما عم بعيشها على حقيقتها. بس ما تعبت كون إنتِ وكون إنتو صديقاتي، وما تعبت إحفظ قصايد محمود درويش كرمال عيونك، وما تعبت كون كل المثليّات من فجر التاريخ، وما تعبت كون سافو وفيرجينيا وولف وأدريان ريتش وكاثرين لي باتيس، ولاتعبت كون علية بنت المهدي ولا هند ولا ابنة الحسن اليماني ولابذل ولا ريما بفيلم سكر بنات ولا سهام برواية “أنا هي أنتِ”، ولاتعبت من رواية “رائحة القرفة” ولا تعبت كون “بخصوص” ولا “أصوات”. ما تعبت كون كل اللي كانوا وكل اللي رح يكونوا، ولا تعبت كون ثورة وكون صوت بالمظاهرة وشمعة صغيرة لفك الحصار ورفع الظلم.

لأنو إذا ما كنت هيك، ولو حتّى بخيالي، ما بقدر استمر وما بقدر عيش وكمّل إيامي لإرجع على بلدي وإرجع شوفك وضمك وقلك بحبك… وغنّيلك: “عبالي إجيلك لحالي… غنّيلك تيحلى السهر”.

بقلم فرح

Leave a Reply