السوق “المثلي”: أموالنا مقابل ماذا؟
1,277 viewsمش كل مين أخد أمي صرنا نقلّه عمّي، ومش كل مين بني مصلحته على مصريات المثليين صار مقام لمثلية أو محب للمثليين. وانما بظل الظروف الاجتماعية الصعبة اللي بيعيشها المثليين كثار مستعدين يدفعوا اللي فوقن واللي تحتن تيشتريوا وهم القبول. واللي بيزيد الطين بلّة، التواطؤ الحكومي.
أولا في الترانسفوبيا بالاماكن المثلية او القابلة للمثلية، بالنهاية المراة الترانس بتروح على مطارح ما بيروح عليها المثليين/ات، والاماكن المثلية بتفتش على حجة تتشحط النساء الترانس. ليش؟ إذا منشوف قشور الموضوع منقول انو النساء الترانس عندن صيت انن لما بيضهروا بيكونوا رايحين يلقّطوا زبونات.
بس فعليا، في ترانسفوبيا رهيبة ومخيفة بالمجتمع المثلي. كل امراة ترانس تذكار حي بالضغط اللي بيتعرضلوا الكثير من المثليين، من اعتبارهن رجال بنّوتات، لفكرة انو اذا بدك تحب شب عمول بنت. بيدخل المثلي بصراع داخلي من التشكيك بهويته الجندرية. بيفترض المثلي انو المراة الترانس تذكير باللي كان ممكن يكونه لو خضع لضغط المجتمع، وبيفش خلقه فيها.
بالاضافة للترانسفوبيا المستشرية، بتجي مشكلة الاستغلال المادي. لما منحكي باستغلال مادي، ما قصدي احكي عن محادل الراسمالية المبنية على استغلال الفقير واثراء الثري. يا ريت، انا عم بحكي عن شي اضرب. تنكة البيبسي بالدكانة حقها تقريباً 1000 ليرة، بمعظم المطاعم، بيوصل سعرها ل3000 ليرة، بالمطاعم المتأمركة، بتصير اربع او خمس الاف، الا ب”لايف بار” سعر تنكة البيبسي 10,000 ليرة.
طب ليش القراطة (السرقة)؟ بنفس الطريقة في الحجج الواهية اللي بيستعملها بعض الملّاكين بانه ما بدهن “وظاوظ” يجوا ويزنخوا عالزبونات، متل كأنو الهوموفوبيا اختصاص الوظاوظ، اما الطبقة الميسورة فمتقبلة للمثلية. بس فعلياً بيقرطولنا مصرياتنا لأنن عارفين انو نحنا مستعدين ندفع بس ت ما نعود نحس حالنا ما النا مطرح بهل الحياة.
وبيبقوا المطاعم أرحم من “أسيد” مثلا، حيث الكحول الرخيصة والاموال الطائلة. مع العلم انو “أسيد” ما تم انشاؤه لا من قبل مثليين ولا من قبل ناس طبيعيين (اي مش مصابين بمرض الهوموفوبيا) وانما نظراً لكونه بعيد عن العالم، اجتاحت المثلية “أسيد” وصارت المصدر الاساسي للمدخول. فتحملوا الشاذين محبة بمصرياتهن، بس فرضوا شروطهن، ومتل ما ذكرنا، الترانسفوبيا جزء من هالقوانين.
واذا بتفكروا فيا، اتطلعوا على المطاعم المثلية وشوفولي كم موظف مثلي فيها؟ قلال كتير، اذا انوجدوا من الاساس. بياخدوا مصرياتنا بس ما بيردولنا منها شي. نظرا للمشاكل اللي بتواجهها الجماعات الشاذة، بشكل خاص الجماعات المتحولة جنسيا، بسوق العمل، بتفترض الوحدة انو من الطبيعي المطاعم توظف، ولو مؤقتا، بعض المثليين/ات اللي مستعدين يشتغلوا وبحاجة لأي وظيفة. بس لأ مش كول. ويمكن هيي الرغبة بإنو نشوف المغايرين جنسيا عم يخدمونا عالطاولات، يمكن هيي رغبة منا انو نحس انو ممكن مغايرين بشي نهار يعتازونا. بس بيبقا الواقع المر انو السوق المثلي بيخدم الطبقة الميسورة من المثليين، بينما الطبقة المش كتير ميسورة محرومة من انو تستفيد من الاموال اللي بينتجها السوق المثلي ذاته.
وبيبقا في طبقة اخيرة من الهوموفوبيا بالاماكن المثلية، اللي هيي انو فينا نكون مثليين ونكون مع مثليين، ويكون الكل حوالينا مثلي وعارفينا مثليين، بس مش مسموح نتصرف على هالاساس، ممنوع نلقط ايدين بعض، واكيد ممنوع نبوس بعض. هلق اكيد في الخطر قانوني، بس من ناحية تانية، “ستون وال” stone wall ما كانت صارت لو انو الملاكين خافوا هلقد من “الخطر القانوني”.
وهون منوصل لقمة العجائب، الدور القانوني. بخصوص القانون يعني، حلم ممنوع تحصل على وراقها القانونية، وممنوع الحديث الرسمي عن المثلية، بس مسموح تبقى بؤر المخدرات والمخابرات، فاتحة سنة بعد سنة، وعيني وعينك يا تاجر. ليش؟ ما بعرف، يمكن لأنه بحكم القانون الاندية الليلية بتدفع للبلديات ضرائب، وضرائب كبيرة كمان.
بالاضافة للمنفعة المادية، بيبقى في شي بعد أسوأ. وجود أماكن متعارف عليها كتجمعات للمثليين بتسهّل مراقبتهن. وما تنسوا أنه هيدي الصورة النمطية عن المثلية هيي اللي بدن القيمين على حفظ الامن بلبنان الحفاظ عليها. بدن نضل نروح نسكر ونحشش تيضل المجتمع يشوفنا كمخلوقات ليلية فاجرة وكافرة، بتحشش وبتسكر وبتعمل العمايل بالسيارات.
هلّق اللي بيعزي بنفس الوقت هوي انه المجتمع المثلي بلّش يحس بخطورة الوضع وحجم الاستغلال. ومن نق الصالونات المتكرر ومقاطعة الاماكن المتشبهة بالقابلة للمثلية، انتقل البعض للتعبير عن رأيهن بشكل معلن أكتر، فأنشأوا مجموعة على فايسبوك:
.php?gid=407056551328&ref=ts
ترقبوا الجزء الثاني في العدد المقبل من “بخصوص”
غلامة أبي نواس
Leave a Reply