…ما كانت صدفة
1,502 viewsفليكن بين وجودكم معا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض حتى ترقص أرياح السموات فيما بينكم*
بعتذر علناً على تسببي بهيدي الدموع.
وبعتذر كمان لإنو تذكرت وقتها أنا بكيت، إنت ضلّيتي حدّي وتأثرتي أكتر منّي، كرمال هيك ضمّيتك بكل قوتي لإنو هيدي أصدق طريقة بعرف عبّر فيها عن مشاعري، وزدت عليها كلمة زغيرة: “بحبّك”.
المساحات بيناتنا ضيقة، بقصر تنّورتك، يلّلي هي صراحة أول شي لفتلي نظري فيكي. إتطلّعت عليها شوي وخجلت وبرمت وجّي، بعدين قلت لحالي “لي يا بنت؟” رجعت اتطلّعت، قستها، نزولاً، ومن ثم صعوداً نحو المساحات الأوسع والأكثر رحابة. عجبنا الموضوع، عشرة على عشرة.
بعيداً عن الشهوة، وتباعاً للظروف “المصادفة” تعرّفت عليكي أكتر وتقرّبنا من بعض، ولقيت غرابة بدرجة التشابه بيناتنا، برغم أطباعنا المتباعدة.
ما بنكر لقيت فيكي جزء كبير من نفسي، وبيتهيألي الشعور متبادل. ألقيتِ الضوء على تهرّبي من المواجهة والكلام الكاذب يلّلي بذيعه عامةً لآذان الناس، وأوّلهن إنت، دفاعاً عن حقيقة مشاعري، خاصةً المتعلقة فيكي.
تطوّرت علاقتنا بفترة قصيرة. لمّا كنت عم بتقرّب منك أثناء سفري برّه البلد، كانت أحاديثنا تنتهي كل يوم بطرف خبرية جديدة. صرت حسّ حالي عايشة بحكايات “شهرزاد” لمّا توّقف قصصها عا طلوع الضوّ لتضمن نهار جديد مع مولاها “شهريار”, وامتدّت هيدي الحكاية على مدى أسابيع لحدّ ما رجعت، وساعتها حسّيت حالي معك كإنّي سلطان عصري.
ولكن برغم تقرّبنا من بعض، كانت المسافة بعيدة بيناتنا، بعرض المحيط، وإذا بدّي إقتبس بعد من كلام “جبران”
احبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحرا متموجا بين شواطئ نفوسكم
إنو الحكي أسهل من الفعل. أنا بودّي فوش على وجّ هالميّات وإتمايل بموجاتها متل ما بتمايل بين إديكي بس عم لاقي صعوبة مدّ جسور بين مراكبنا لمّا لاقي شراعك مرفوع بالإتّجاه المعاكس لدربي، وإذا منّي غلطانة، علمك الأبيض بلّش يوصل على رأس الصاري. وأنا ما بدّي كون بوضع المراقب يلّلي بضحّو فيه في حال غرق أيّا واحد من المراكب.
ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه ولكن لاتشربوا من كأس واحدة أعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد
هون اتضحكت. كإنه الكاتب واصلّه كم نهفة من خبارنا أنا وهالقمّورة.
لو بيعرف قدّي بتحبّي النبيذ وكيف الكاس بيجمعنا كل يوم لساعات الصبح، وأمرار لأوقات أطول، كإنه الزمن ما إله مكان من الإعراب بجمل أحاديثنا يلّلي عم نشرّف ونعزّي بعض فيها، لإنها أوّل مرّ منتجرّأ نحكي فيها قدّام إنسان تاني.
غنوا ارقصوا معا وكونوا فرحين ابدا ولكن فليكن كل منكم على حده
كما أن واتار القيثارة يقوم كل منها وحده ولكنها جميعا تخرج نغما واحدا
بوطّي راسي لمّا فكّر لأية درجة بمبسط بالأوقات الّلي منقضيها سوى، وبزعل مع إنّو يمكن لازم إفرح لإنّي تعرّفت عليكي كشخص فريد بالدني كلّها، وبرغم تفرّد الأشخاص كلّها عن بعضها، قليل ما ينوجد إنسان بمجموعة صفاتك الّلي بحبها، بعضها أكتر من غيرها، وأنا تعرّفت على كتير أشخاص غيرك.
بستحي لمّا فكّر إنّنا انوجدنا بكذا مكان، بنفس الوقت، وبعدة مرّات وما لاحظت وجودك فيها. برجع بحاول لومك إنّو إنت كمان ما عبّرت وجودي وأنا بعتزّ بشخصي وحضوري بين الناس. (يمكن إنت وقتها ما كنت لابسة هيديك التنّورة)
اليوم كذّبت مرّة جديدة وقلت “لأ منّي زعلانة. تعبانة لإنو ثقلت بالشرب امبارح.” وانت بتعرفي إنّو ما شربت شي.
أنا كذّابة. كذبت عليكي مرّة وحدة بس، وتراجعت عن كلامي واعترفت بالكذبة.
أنا ما بآمن بالصدف. بعرف إنّو في قدر بيسمح لنفسه يتدخّل بحياتنا ويعرّفنا على أشخاص باللحظة الّلي منكون فيها أكثر عرضة للتأثر فيهن.
اليوم، إنت صرت صاحبة أثر بحياتي، وهيدا أمر بيسعدني. ورح آخذ بنصيحة صديقي “جبران” وضلّني حدّك بحياتك بشكل موازي ك”أوتار القيثارة”. وإذا تلاقوا دروبنا مع بعضهن رح كون فرحانة، وإذا كملّت بنفس الشكل رح ضلّ مبسوطة لإنو رح كون عم برقص على نغمة رائعة، من أجمل النغمات يلّلي سمعتها بحياتي.
النص مقتبس من “الزواج” كتاب “النبي” لجبران خليل جبران
Leave a Reply