سلسلة “حبر الأيام”: أنا مثلية

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (2 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

561 views

تستضيف بخصوص في هذا العدد الجزء الثاني من سلسلة حبر الأيام التي تروي قصة حقيقية بقلم بطلتها شخصيا، على أن تتابع تشر الأجزاء اللاحقة تباعا في الأعداد القادمة.

لعب القدر لعبته وأراد لي أن أعرف من أنا.

اعتقد ان والدي اراد التكفير عن ذنبه ومحاولة التعويض عما بدر منه بحقي، بعد أن لاحظ انطوائي وتقوقعي الدائم، راضية بالحزن أن يستوطن روحي.

طلب مني والدي الاستعداد للسفر معه ومع أخي الى العاصمة لعلاجه من كتل دهنية كانت تنتشر في اجزاء من جسده. وكنت علاقتي بأخي يشوبها شجار دائم لأسباب كثيرة أبرزها غيرته مني، لكني كنت اشعر بالأسى تجاهه، أحسست أن مرافقته إلى المستشفى لتقديم العون والدعم له، سيشعرني بالراحة النفسية. وهذا ما حدث.

لحظة عرض والدي علي مرافقتهما في هذه الرحلة، وفعلا احسست انها رحلة كوني كنت سأزور العاصمة للمرة الأولى، لم يدر في خلدي انها ستكون فرصة لاكتشاف الذات.

انطلقنا نحو العاصمة تملؤني السعادة لاحساسي باكتشاف مكان جديد، وان لم أحاول ان أبديها أمام أسرتي انتقاما لروحي الجريحة.

لدى وصولنا للمشفى، علمت اني سأكون المرافقة لأخي في غرفته، وشعرت بالفرح لكوني سألتقي بأناس جدد وسأتمكن من التحرك داخل المشفى بحرية دون رقابة.

مضى اليوم الاول من دون ان يحمل اي جديد سوى التحضير لعملية اخي في اليوم التالي، وفي المساء جلست مع الممرضات وامضيت وقتا حلوا بين ضحكاتهن وتعليقاتهن عن المرض وعملهن، وبدأت اكتشف عالما جميلا يعشنه .

وعلى اثر تعرض أخي لحادث غير سار أثناء عمليته، اضطررنا للبقاء في المستشفى لمزيد من الوقت لنطمئن إلى صحته تماما.

وفي اليوم الثالث، حدثت المفاجأة التي غيرت مجرى حياتي.

عند الظهيرة، وبينما كنت أقضي بعض الوقت بالمطالعة بالقرب من سرير أخي، سمعت صوتا أنثويا يتردد في ارجاء المشفى ويعكر صفو الهدوء السائد.

خرجت من الغرفة إلى الصالة، واذا بعيني تقع على أجمل شقراء أراها في حياتي، يرافقها رجل وسيم تبدو عليه علامات النعمة. علمت لاحقا من صديقاتي الممرضات، أنها قدمت إلى المستشفى لتنظيف رحمها من أثار اجهاض كانت خضعت له بعد حمل غير مرغوب به.

***

كان ذلك الصباح الجديد، وكنت اجلس على كرسي في البلكونة التي تتشاركها كل الغرف، عندما أطل ذلك الرجل الوسيم واقترب نحوي سائلا:

“كيفك ؟ مين الك مريض؟”

تحدثنا عن الكتاب الذي أقرا، وعن كثير من الأمور الأخرى، وبدا لي رجلا لطيفا عرف عن نفسه بأنه طبيب نفسي، فتجرأت على سؤاله عن شعور بالانجذاب تجاه معلمتي بشكل لا يمكنني تفسيره.

ابتسم لي بهدوء قرأت فيه معان كثيرة، وقال ” هل ترغبين باختبار هذه التجربة على ارض الحقيقة ؟”

أجبته بنعم، فقال: “اتركي لي هذه المسالة وتعالي إلى غرفتنا ليلا بعد أن ينام أخوك، من دون أن يتنبه لك أحد”.

عدت إلى الغرفة وأنا أعد الساعات وأنتظر المساء بفارغ الصبر. جاء المساء ودقت ساعة العمل، فانتقلت الى غرفة “د. جورج” عبر البلكونة بعد أن خلد شقيقي للنوم العميق.

ما أن دخلت الغرفة، حتى وقع نظري على تلك الحورية الشقراء راقدة في سريرها في وضع أشعرني بالخجل فبدأت نبضات قلبي تتسارع وأنفاسي تتراكض لاهثة متسائلة عما سيكون.

هنا، أعلن “جورج” مغادرته الغرفة ليتركنا وحدنا وليوهم الممرضات بأنها تنال قسطا من الراحة، ثم أطفأ ضوء الغرفة العالي ليحل محله الضوء الاحمر الهادىء، الذي ما زال حتى اليوم يصيبني بالاثارة.

“شو بك تعي هون لا تستحي!” قالت بصوتها الساحر.

ثم أكملت: “أول مرة بتعملي هيك؟ ما تخافي ما راح ائذيكي، تعي لهون!”

اقتربت منها، فأمسكت بيدي تدنيني منها لأشم ألذ عطر باريسي ذهب بحواسي.شاطرتها سريرها والرعشة تعتريني وتتملكني من أخمص قدمي إلى أطراف شعري.

اخذتني بين ذراعيها واعتصرت نهدي بكفيها تحاول ازاحة القميص عني.

غرقت معها في نوبة من القبلات اللاهثة وأطلقت لجسدي العنان ليلتحم مع جسدها في عالم من الشهوة والرغبة المحمومة. ولم يفصلني عنها سوى خوفي على خسارة ما تحرص كل فتاة شرقية عليه: عذريتي.

يومها أدركت أني لا أريد مغادرة هذه اللحظة، لا أريد مغادرة يديها. يومها عرفت أمام نفسي: نعم، أنا مثلية.

*يتبع*

امرأة حديدية


Guest Contributor

Leave a Reply