الشواذ وفلسطين

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (2 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

891 views

مع تسارع الأحداث بفلسطين وتسارع أصحاب الرأي للإشادة والإستنكار وتبادل التهم بالمواضيع المرتبطة، من قريب ومن بعيد بالقضية. أكتر من مرّة طلع على بخصوص نداءات ومقالات داعمة للحقوق الإنسانية بفلسطين. وعلى كل مفرق حقوقي و/أو فكري، بيوقف عالقليلة البعض تيسألوا إذا مفروض نركّز هالقد على موضوع غير مرتبط بمجموعات الدعوة للتحرر من القوالب الإجتماعية الجنسية والجندرية. هيدا السؤال بيكتسب أهمية أكبر ضمن الإطار اللبناني والإنقسام الطائفي/العنصري من أي موضوع مرتبط بالقضية الفلسطينية.

وبالحقيقة، هالتساؤلات أساسية وإذا فشلنا نفكّر فيها ونتواصل أكيد منوصل بالآخر إنّو نتصنّف بفئة سياسية معيّنة هيي رافضتنا بالأساس. فإليكم وجهات النظر، وسمّعونا صوتكن إنتو.

أوّل شي خلّينا نوضّح إنّو الدعم للحق الفلسطيني مش لأنّو نحنا عرب ولأنّو الفلسطينيي عرب. وإنّما هوي دعم لحق إنساني. وهون بسمح لحالي روح شوي أبعد وقول، إنّو الإيديولوجيات القومية والنخبوية هيي عدوّة المناصرة للحقوق الجنسية والجندرية. لأنّو إذا بدّي دافع عن حق إنسان عربي لأنّو عربي، بكون عم سلّم بفكرة إنّو في ناس، اللّي هنّي عرب (متلي)، عندن حقوق وغيرن بلا حقوق بطبيعة إنتماؤن لهوية غير عربية (مش متلي). وبالتالي بكون عم سلّم بأحقية التمييز ضدنا كذوي هويات جنسية وجندرية مختلفة، لأنّو أغلبية المجتمع عندن كامل الحقوق لأنُّن متل بعض وأنا حقوقي ناقصة بطبيعة إنتمائي لهوية غير.

وبالتالي مناصرتنا لفلسطين وحقوق الفلسطينيي الإنسانية هوّي إمتداد طبيعي لمناصرتنا لحقوقنا الإنسانية. وما منقبل نوقف عند الحق الفلسطيني، وإنّما مندعم الحق الأرمني، والحقوق الجندرية، وحقوق الأقليات الإثنية، وبحب إدعي مناصري القضية الفلسطينية من جماعاتنا إنّن يفهموا إنّو دعمن لأي قضية على أساس عنصري بيخلّين بكل بساطة عنصريي، ومش مدافعين حقوقيين.

وهون أنا واعية إنّو في ناس من مجموعاتنا (أي مجموعات ذوي الهويات الجنسية والجندرية المميزة) عندن رفض للقضية الفلسطينية وحتّى كره طائفي/عنصري ضد الفلسطينيي بشكل عام، متل ما في ناس من مجموعاتنا بيعانوا من سائر أنواع الرهاب الطائفي، ان كان موجّه ضد المغايرين أو الأفارقة أو السريلنكيين أو الفقرا أو النساء أو حتّى المثليين والمتحوّلين.

بس أوقات منواجه مواقف ومقالات بتخلّينا نغضب ويمكن ننقم على زملائنا بالقضية، متل مقال “حضارة اللّواط والموقف من الإعتداء على سفينة الحرية” للـ”دكتور” عوض سليمان، ويلّي تم نشرها أساساً بموقع وطن ثم أعيد نشرها بمنتدى شيوعي لبناني. المزعج بالموضوع مش إنّو تم نعتنا بالغربيي الأصل، وإنّما إنّو ينلام “اللواط” بالتسبيب نوعاً ما بضياع فلسطين. بالنهاية قوافل رهاب المثلية ما بحياتا اعترفت بوجودنا، بدكن هلّق يعترفوا بوجودنا الأزلي بالتاريخ والحاضر والمستقبل العربي؟

يمكن بيحز بقلبنا هيدا المقال أكتر من غيره لأنّو عم بيلومنا على قضية منعتبرها قضيتنا، متل كأنّو مناصري فلسطين ما ممكن يكونوا مثليين أو ترانس. بالنهاية، اللّي ضيّع فلسطين كان التواطؤ الحكومي بالمنطقة بشكل خاص والشعور بالدونية هيدا هوّي اللّي بيخلّي العرب يلوموا، متل العادة الغرب، والحضارات غير المحافظة، ،اللواط، والنساء المتحررات، بدل ما يحملوا مسؤوليتن. متل ما ضعف حجج مرضى الرهاب هوّي اللّي بيخلّيُن ينكروا إنتماءنا للحضارة العربية، متلنا متلن، متل كأنّو لو نحنا ما كنّا عرب بيصير مش مشكل إذا انحرمنا من الحق بالوجود أو الحق الحياة.

ويمكن اللّي بيجمعنا بالقضية الفلسطينية أكتر من القمع والتمييز هوّي خيانة الإخوة بالجنسية. بالنهاية لمّا علقت حرب تمّوز مركز حلم فتح بوابه لمن احتاج سقف فوق راسه، بس بواب هيدا الوطن بتضل مسكّرة بوجّنا لأن البعض مش شايفنا مواطنين. متل ما الحضارة العربية بتقبل مديح أبو نواس بس ما بتقبل الشعر الخمري أو المثلي.

وبالتالي نحنا لما منحكي بفلسطين مش هدفنا تشفّي دعم فلسطين للقضية المثلية، متل ما دعمنا مسيرة العلمانية ببيروت مش لأنّو منتوقّع دعم علماني للحقوق المثلية، ومتل ما دعمت المثليات القضية النسوية بأميركا من دون ما تتوقّع (أو تحصل على) الدعم النسوي للحقوق المثلية. مندعم القضايا الإنسانية إيماناً منّا بالحقوق الإنسانية، ومش لأنّو نحنا مثليين بس لأنّو نحنا داعمين للحقوق الإنسانية، المثلية كانت حافز للتفكير النقدي بالمسلّمات الطائفية العنصرية.

Ghoulama
Ghoulama was born in the final years of the Lebanese Civil War to a family that never had money and never had a home. She’s been a proud shezze since 2008. She lets out the little creativity she has in writing and drawing. She loves her country, family, lappies, friends, as well as technology, language, science and feminism. For Bekhsoos she writes in Lebanese because that’s the only way for all her Lebanese anger and passion to come out dressed in words. Her dream is to go back home one day.

Leave a Reply