د. سمر حبيب ل”بخصوص”: هناك حركات اسلامية تتقبل المثلية

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (4 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

1,533 views

 


 

فلسطينية الهوى والانتماء، لم تخف ذلك يوما بالرغم من عيشها وعملها في أستراليا. تدرس في جامعة “سيدني الغربية”، وتختص بمسائل الجنسانية والنسوية في العالم العربي. لها عدة مؤلفات منها “المثلية الأنثوية في الشرق الأوسط”، “النصوص العربية – الاسلامية عن المثلية النسائية”، ورواية “شجرة كالشتاء” وديوان “جزر في الفضاء”. كذلك قامت بتحقيق كتاب “الاسلام والمثلية” في جزئيه، وترجمت الى الانكليزية رواية “أنا هي أنت” للبروفيسورة “الهام منصور”، بالإضافة الى كونها رئيسة تحرير مجلة “نيبولا”. انها البروفيسورة “سمر حبيب” التي لم تبخل على “بخصوص” بهذا اللقاء الخاص: (تتعرض د. حبيب لحملة عدائية في الجامعة التي تحاضر فيها بسبب ميولها الجنسية وجنسيتها الفلسطينية، الرجاء متابعة التفاصيل في مقال “لا للتمييز ضد د. حبيب” في هذا العدد من  بخصوص).

 

أصدرت كتاب “الاسلام والمثلية”. حدثينا عنه وعن الهدف منه.

كتاب “الاسلام والمثلية” هو عمل أكاديمي يضم واحدا وعشرين فصلا، كتبه عشرون مؤلفا ومؤلفة، وقمت أنا بتحقيقه. وقد صدر العمل عن دار “برايجر” للنشر في شهر ديسمبر ٢٠٠٩ . كان هدفي أن أجمع أكبر عدد من الباحثين/ات في هذا الموضوع، من منطلق إيجابي يحترم أهمية الديانة الاسلامية وتعدد المذاهب والتقاليد التي ظهرت عبر الجغرافيا والتاريخ الإسلامي الواسعين . ويجمع الكتاب دراسات سوسيولوجية عن المثليين والمثليات المتدينين/ات في البلاد الاسلامية وفي دول الاغتراب في الغرب. كما تضمن الكتاب أبحاثا في مسائل الفقه الاسلامي في محاولة لتفهم الموقف الديني من المثلية ولا سيما مسألة الحد والعقوبات على المثليين/ات. كذلك حاولنا في الكتاب نبش تاريخ وثقافة الاسلام من أعماقها، والتحدث عن المثلية فيها.

 

هل هناك تعارض بين المثلية الجنسية والدين الاسلامي؟

في الواقع، ليس هناك من عقيدة إسلامية معاصرة تبيح العلاقات المثلية، لكن هناك اقليات اسلامية عبر التاريخ وفي الوقت المعاصر، دعت وتدعو إلى قبول المثلية . فمثلا، يقول إبن حازم الأندلسي أن تقبل أو عدم تقبل هذا الأمر يعتمد على تقاليد القبائل قبل تبنيها للإسلام ، فلو كان الأمر مقبولا سرحوا فيه (أي تقبلوه) وإن كان غير مقبول، فلابد أن يحرّموه . لكن الآن هناك حركة بسيطة من الناشطين/ات المؤمنين/ات المسلمين/ات من المثليين والمثليات، لكن من الواضح أن مجتمعاتهم لا تتقبلهم . ومع ذلك، هناك بعض الشيوخ والشيخات ممن يتكلمون بتسامح عن المثلية، لكني لم أجد بعد أي تصريح متسامح على لسان شيخ عربي الأصل.

 

هل يصح القول أن رهاب المثلية متفش أكثر في المجتمعات العربية والاسلامية؟

لا أعتقد أن رهاب المثلية منتشر في المجتمعات الإسلامية بشكل خاص،  فالمجتمعات المسيحية واليهودية السائدة أيضاً تعاني من هذا القمع بشكل رهيب. ومن المهم هنا أن نذكر أن قصة قوم لوط الذين عاقبهم الله لممارستهم الجنس مع الرجال يعود أصلها الى كتاب التوراة، قبل أن نجدها تتردد في كتب سماوية أخرى مثل القرآن. لكن منذ اواخر السبعينات، بدأنا نجد من بعض الطوائف المسيحية واليهودية تعاملا إيجابيا مع المثلية ، فكنائس الينترين واليونايتد المسيحية، تسمح حتى بالزواج مثلي، كما أن بعض الكنيس اليهودية لا تعترض على العلاقات المثلية . ومع أن الاسلام ديانة جديدة مقارنةً بالمسيحية واليهودية، فقد بدأ مشروع التسامح والقبول من جهات إسلامية في اندونسيا، وشرق أفريقيا، واسبانيا وانكلترا، وكذلك من قبل مسلمين ومسلمات أمريكيين/ات. لكني أشدد أن هذه الحركات الاسلامية المتسامحة مع المثلية لا تزال في أول الطريق.

 

لماذا يجهد المثليون/ات دائما للاثبات أن هويتهم الجنسية غير محرمة دينيا؟

أود أن أجيب عل هذا السؤال بسؤال: لماذا يجهد المثليون والمثليات الملحدات لإثبات أن هويتهم الجنسية هي أمر طبيعي؟ لا يختلف المثلي/ة المتدين/ة عن المثلي/ة الملحد/ة في الشعور أن الميول الجنسي شيء طبيعي ومتنوع ومن حق أي انسان/ة أن يمارس ما يشاء. أما المتدين/ة المتصالح/ة مع نفسه/ا، فيرى أن يد الله هي التي أصرت على تكوينه/ا كمثلي/ة، كما يرى أن ميوله/ا الجنسية لا تشكل أي عائق أمام ممارسته/ا لطقوس ديانته/ا. فمن الممكن للمتدين/ة المثلي/ة أن يمارس ديانته/ا بشكل فردي بعيداً عن المسجد والشيح.

 

ما رأيك بوضع المثليين/ات في العالم العربي؟

وضع المثليين/ات في العالم العربي صعب جدا، وبخاصة حين يتعرضون للعنف من العائلة والدولة والمجتمع، وللضغط ليخضعوا للنظام المفروض، أي الزواج والانجاب وتكوين عائلة بطريقة شرعية وزوجية مقبولة. أنا أؤمن بأهمية تثقيف الناس وتعريفهم على ما يستغربونه، كي يعتادوا عليه ويفهموه. كما علينا عدم التأثر بكلام الناس بقدر الامكان، والاصرار على هويتنا، لأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وعلى الفرد أن يفرض وجوده/ا. من المهم للمثليين/ات العرب أن يجدوا حائط دعم يستندون اليه سواء الأهل أو الأصدقاء أو المثليين/ات الآخرين، لأن كتمان المعاناة أصعب من المعاناة نفسها. كما أريد القول للمثليين/ات العرب، عليكم/ أن تؤمنوا أن المجتمع يظلمكم/ن، ولستم/ن أنتم/ن من يظلم المجتمع.

 

هل تشجعين المثليين/ات العرب على الهجرة؟

أنا أشجع أي انسان على الخروج من أي وسط يشعره بالقهر. طبعا، الهجرة صعبة وليس باممان الجميع الرحيل، لا سيما أننا عربا والهجرة تفصلنا عن أجزاء مهمة جدا في حياتنا. فما هو الحل؟ أن نهاجر كلنا؟ أنا أتمنى أن يكون بوسعي في يوم ما أن أعيش وأعمل في بلد عربي آمن، حيث تحترم حقوقي وخياراتي، لكني لا أعرف ان كان هذا ممكنا في الوقت القريب. أتمنى ذلك.

 

كلمة لقراء/قارئات بخصوص؟

سررت جدا باكتشاف هذه المجلة، وأنا أؤمن جدا بما تفعلن أيتها الرائدات، وأتمنى لكن الاستمرار والنجاح الكبير. أما للقراء والقارئات، فأشكركم/ن على القراءة، وأتمنى لنا جميعا حياة متحررة من القيود والقهر.

 


أجرت اللقاء: Aphrodite

samira
Aphrodite likes to drive fast. Real fast. Whether behind the wheel, behind her computer, or behind a plate of a double cheeseburger, fries, and a side order of pasta salad, Aphrodite is moving 100km a minute. A journalist by training and a poet by passion, Aphrodite does not believe in suntan lotion, aspirin, or dishonesty. But she does believe in Bekhsoos. Very much.

Leave a Reply