رهاب المثلية السياسية

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (8 votes, average: 4.88 out of 5)
Loading ... Loading ...

687 views


بدون الإفراط في تفاصيل الأحداث وحيثياتها نختصر الموضوع بالإصرار على أهمية ربط كياننا السياسي والجنسي.

في يوم الثلاثاء 25 من أيار، أقرّت اللجنة التنظيمية لموكب الفخر السنوي في مدينة تورنتو الكندية أن إستعمال مصطلح “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي” (أو الأبارتهايد الإسرائيلي) مرفوض بتاتا. هذا في أعقاب إستعمال مجموعة تدعى “أحرار الجنس ضد الإبارتهاد الإسرائيلي” (كوايا) للمصطلح نفسه في موكب الفخر السنه المنصرمه. وقد تلقت اللجنة التنظيمية إنتقادات فادحة من المنظمات والحركات الصهيونية بالإدعاء أن هذه اللغة معادية للسامية ومسيئة للجالية الإسرائيلية المثلية المشاركة في الموكب. وأخيرا زعموا أيضا أن هذه الشعارات السياسية لا مكان لها في موكب فخر تتراقص فيها الحريات الجنسية والإنسانية.

في موكب الفخر تتعرى ليست الاجساد فقط بل الحقيقة المستترة وراء حُلي الحرية الجنسية الليبرالية والعنصرية. فحين تحتفل تورنتو ب”تحرير” جنسها تُدفن في نفس الوقت الأصوات الصارخة للتحرر من أنظمة عنصرية وإستعمارية طاغية. وتُصوَّر تونتو في الإعلام بمدينة الأحلام المثلية وتُسمع مقارانات إعلامية بين الأنظمة ال”معتمة” والأنظمة “المتنورة”. فمثلاً يتجند الإعلام الكندي لتعزيز الهوية الوطنية الكندية التي تناشد بالتعددية الثقافية والجنسية على حساب إظهار الدول العربية والأفريقية والأسياوية كمطاردة للمثلين. فهوية الكنديين مصطنعه من هذه الروابط الجدلية: “نحن نختلف عن تخلفهم!”، “نحن أمة مسالمة ومتحررة وهم أمم متأخرة وعدائية”.

تُقلًقُ هذه المُسَلّمَات الجدلية المسترسخة في أحشاء الكنديين حين تُطالِب مجموعة مثلية الربط بين الظلم الإستعماري السياسي والتحرك للتحرر الجنسي. تهتز وتتفكك براغي المكنة الوطنية الكندية المثلية حين تتعالى أصوات تطالب برفع الحصار عن غزة بنساءها ومثلياتها ورجالها ومثليينها! وكأنه لا تستوعب رقصات الحرية الجنسية نداءات إنسانية وكأن االقضية الفلسطينية ليست قضية إنسانية؟ وكأن إحتلال شعب ليست من شأن مثليين وكأن المثليون والمثليات ليسو ذو انتماءات سياسية ومواقف إنسانية.

رفض رؤية أحرار الجنس (الكويرز) كأجساد سياسية ككل الأجساد الاخرى هو فعل من رهاب المثلية المتنكرة بالتقبل والإنفتاح! لا بل هو رهاب مثلية مذوّته لمثليون ومثليات تناسوا التاريخ السياسي للنضال المثلي! هو إلغاء لهذا التاريخ والإستسلام لمقررات نيوليبرالية رأسمالية ترى في مشاركة بنوك كندا وشركاتها الكبيرة في موكب الفخر كإنجاز للحركة المتحرره جنسياً، وليس فشلاً لنضالنا في عدم تهميش التاريخ المثلي أولاً ووجودنا السياسي اليومي ثانياً. فصراع الكثير من المثليين والمثليات منا هو ليس فقط تقبل شوارع تورنتو لأجسادنا الكويرية، بل تقبل أجسادنا وأنفسنا المهمشه، المحتَلة، المُسيسة، المقهورة، اللاجئة، والمناضلة حياة شاءت القوى السياسية جرها الى التهجير أو التشتيت. كبت هذه الأصوات هو عنصرية في وضح النهار ورهابٌ من مثلية هُمشت تكرارا.

رفض موكب الفخر في تورنتو لرفع شعارات تندد الإحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي هو تقبل لأنظمة الفصل العنصري وهو مناصرة لرؤية إستعمارية عنصرية. لا بل هو رفض لرؤية كيان المثلين والمثليات كمتعدد الجوانب والتجارب، وهو تقليص الإنسان المثلي والمثلية لفعل الجنس وأعلام ألوان القوس. رفص المثلية ككيان فلسطيني أو نسوي أو سياسي هو ما أنتجته أيادي النيوليبرالية العنصرية: هو رهاب مثلية مقنع، هو رهاب من المثلية السياسية.

“بقلم “نضال ” من “أصوات

Guest Contributor

Leave a Reply