!شكراً “مكرزل” لمزيد من الذكورية

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (5 votes, average: 4.20 out of 5)
Loading ... Loading ...

1,103 views

قصة هالمقال طويلة، ومتل كل قصة حلوة، هالقصة بتبلش بتشة بدن، أقرب لسطل المي الباردة بضهر الوحدة، والمي الباردة كانت:

الصورة لحملة مجوهرات مكرزل الاعلانية اللي تم اطلاقها بمناسبة يوم المرأة العالمي. بالايام العادية، دعايات المجوهرات مزعجة، المجوهرات بطبيعتها ما الها عازة الا لإظهار الثروات. بظل نظام ذكوري، المصاري فيه بايادي اما بعض الرجال البرجوازيين، او بعض الرجال الحديثي النعمة (هيدا اذا ما بدنا نقول النصابين والحراميي). فمن الطبيعي انه تتمحور معظم دعايات المجوهرات على مشابهة الارستقراطية وتكريس مبدأ ال”لبّسها تتكبسها”، بالعربي المشبرح، شتري اشيا غالية للمرا تما تعود تفتح تمها.

وفي كتير نساء (ورجال) عبّروا بصراحة انن بيعتبروا هيدي الدعاية مهينة، فيها نظرة دونية للمراة على اعتبار انها سطحية وما بيهمها الا مصريات الرجال. وفكرة اطلاق هالدعاية على يوم المراة العالمي خطوة استفزازية.

بس مجوهرات مكرزل تخطت هالحدود بدرجات. أولا، المجوهرات مش حق، مع انه من حق الامرأة تطلّع مصاري متلها متل اي رجّال، بس المرا اللي شايفينها بالدعاية ما بترمز لإنسانة اشتغلت وتعبت وساعدها الحظ تتصير معها مصاري. المرا اللي عم بسوقوها بترمز بالدرجة الاولى  للمرا اللي بتمشي ورا رجل الاعمال بسهرات التبجح بالثروات، هيي “عقيلة” الوزير و”حرم” الحرامي.

فمع احترامي لجماعة مكرزل، بعرف انن كتير تعبوا لانتاج هالدعاية، بس ما بقدر حس الا بالاهانة لما بيقارنوا حقوق النسوان، متل الحقوق المدنية بدءا بالجنسية، الحق بالحماية من العنف الاسري، حماية حقوق العاملات الاجنبيات، الحق بالمواساة بالمعاش وظروف العمل، العدالة الزوجية بالارث والوصاية والطلاق، الخ. بالحق باقتناء المجوهرات.

هلق ما رح ادعي اني بعرف شو بيشتري النائب نعمة الله ابي نصر لمرته، بس بفتكر انه لما بياخدها معه لسهرات التبجح بتكون لابسة عالقليلة طقم مجوهرات، بس هيدا الشي ما منعه من انه يصرّح انه ما بيدعم حق المراة اللبنانية بالجنسية اللبنانية حرصاً على التوازنات الطائفية. بوقتها ردت مجموعة الابحاث والتدريب للعمل التنموي على تصريحات ابي نصر، وقالوا ان حقوق المراة اولوية ومش مقبول نفرط فيها محبة بالتوازن الطائفي.

بالنهاية رجال السلطة والمال لو قد ما زيّنوا نسائهن مش مستعدين يخاطروا بمصدر سلطتهن (بهالحالة النظام الطائفي) كرمال النسوان. فعليا، هيدي الدعاية اقرب للاهانة لكل الناشطات والناشطين لحقوق النساء.

هلق يمكن الوحدة تقول ان هيدي الدعاية نكتة. ممكن، بس حقوق المراة مش نكتة، يمكن بعض النساء يستخدموا التنكيت كوسيلة لاظهار رداءة وضع المراة بلبنان، بس انه شركة مجوهرات تسخّف جهود الناشطين (وغير الناشطين) لتحسين وضع المراة بهالطريقة مش مقبول ابدا. هيك خطاب بيذكرني ببعض الاجوبة اللي حصلت عليها المجموعة النسوية (نسوية حاليا) السنة الماضية لما نزلوا على شوارع بيروت ليسألوا النسوان عن رايهن بوضع المراة بلبنان وحقوقها. كان جواب البعض ان المراة عندها كل حقوقها، بما انو فيهن يتسوقوا ويسهروا، او ان الرجال هلق صار بدن حقوقهن من النسوان.

اجمالا اي تحرك ضد نظام قمعي، بيتقابل بالتجاهل التام، ثم بينتقلوا للتشكيك بصدقية المطالب، ثم بتكتر النكت… كل هالشي، تما يضطروا يعترفوا بالقمع السائد.

بس هون منوقف لحظة ومنفكّر، هل هيدا الشي دليل على ان حقوق المراة بلشت تاخد ضجة لدرجة صار القطاع الخاص يشوف فيها مادة اعلانية؟ بالنهاية، باوروبا وبعض اجزاء اميركا، لما بلش المجتمع يقبل المثلية الجنسية دغري نط القطاع الخاص لقطف السوق الجديد وبسرعة احتلت الانماط التجارية الساحة المثلية. صار في الاكسسوار المثلي (الغني بالوان قوس القزح)، والبرامج التلفزيونية المثلية (متل مسلسل ال”ال وورد” السطحي)، الكتب التجارية المثلية (حتى هاري بوتر في شخصية مثلية)، الافلام الاباحية المثلية، واكيد الاطباء المتخصصين بالمثليين. حتى مسيرات الكرامة المثلية، اللي كانت بالماضي فرصة لاثبات انه المثليين مش وحوش والمطالبة بالحقوق الانسانية والسياسية، صارت باوقات كتير مسيرات ما خصها بالمثلية على قد ما خصها بالتعري العمومي وما بتمثل الا جزء محدود من المجتمع المثلي.

نفس النمط تكرر كمان مع حركات التحرر النسائية الامريكية، كانوا النسويات تطالب بمجموعة من الحقوق، منها الحق بالحرية الجنسية والحق بالعمل. لما صارت النسوية الغربية موضة، حمل النمط التجاري التحرر الجنسي والحق بالتوظيف واختصر فيهن التحرر النسوي. فصار عندنا الكعب العالي الخاص بنساء الاعمال، والسيلولارات الخاصة بنساء الاعمال، بس كمان الافلام والمسلسلات، متل سكس ان ذا سيتي وبريدجيت جونز داييري، اللي بيصوروا المراة المتحررة (اللي بتشتغل وما عندها مشكلة تحكي وتمارس الجنس) بس بعدها مش مبسوطة وراكضة ورا الرجل المثالي.

بالدعاية التلفزيونية التابعة لهل الحملة، ببيّن بعد اكتر لأي درجة بيربطوا بين سعادة المراة الميسورة (بشكل خاص الصورة النمطية عن الامراة الناجحة ماليا، بدلة وسفرات وقصص) وما بين مصير المراة العاملة بالتعاسة المطلقة، اذا ما تامنلها رمز الملكية الذكورية (مجوهرات الرجال).

بس لاحظوا كمان استخدام اللغة الفرنسية لكتابة الشعار. بمعنى تاني توجّهوا لجمهور برجوازي، اللي عادة بيضم اكبر عدد من مناضلي المظاهر. ولما بحكي عن مناضلي المظاهر بقصد بشكل خاص الجمهور العريض من افراد المجتمع اللي بيدعموا القمع لما يسود القمع وبيدعموا التحرر لنا يدرج التحرر. وبلبنان بشكل خاص، في عندنا طبقة خاصة جدا من مناضلي المظاهر اللي بيدعموا التحرر لأنه “سي سامبا” او لأنه “كول ” (بحسب اللغة الاجنبية التانية اللي بيتماهوا معها).

وجه تاني، كمان مهم من الجمهور المستهدف بالدعاية ببيّن من خلال السمايلي “J” اللي دحشوا جماعة مكرزل بآخر الشعار. وهو مستوحى مباشرة من فضاء الانترنت الالكتروني. صلّحولي اذا انا غلطانة، بس بحس ان الهدف منها التاكيد على نقطتين. اولا، ان هيدي الدعاية اقرب للنكتة. تانيا، ان الجمهور المستهدف هوي الجمهور الانترنتي، المنتمي لطبقة محدودة جدا من المجتمع.

طيب عال، وشو العمل؟ اول شي، ضروري الكل يخبّر مجوهرات شو رأيهن بالدعاية، متل ما كتبت ندى عقل على مدونتها، اتصلوا بمجوهرات مكرزل:

بعدين اي شخص بيكتب بيقدر يكتب عن الموضوع اما بمقال، مدونة، او حتى على تويتر. الفكرة ان جماعة مكرزل شو راينا بالموضوع.

تم استخدام هالمقاربة لما اكزوتيكا اطلقوا حملة دعائية للاحتفال بعيد الام تحت شعار “للمنيح وللقبيح، شكراً ماما”، هيديك الحملة ما كانت مهينة متل دعاية مكرزل، بس ازعجت الكتير من فعاليات الفضاء الالكتروني، فاستبدلت الشركة الحملة الاولى بحملة تانية “للعادي والمميز، شكرا ماما”. هلق ما بعرف اذا مجوهرات مكرزل بيعرفوا يتعاملوا مع ردود الجمهور بالشطارة نفسها تبع اكزوتيكا.

للمزيد من الاراء والمعلومات على حملة مكرزل الاعلانية:

تدوينة ندى عقل (صحافية)
تدوينة مايا زنقول (غرافيك ديزاين)
تدوينة سامززز
الحديث على تويتر

للمزيد من الاراء والمعلومات على تطور حملة اكزوتيكا الاعلانية:

تدوينة ليليان من Independence 05
تدوينة رامي من +961
تدوينة مايا زنقول
تدوينة يوسف علم
الحديث على تويتر

(مصدر الصورة: تدوينة ندى عقل)

Contributed by Ghoulama

Ghoulama
Ghoulama was born in the final years of the Lebanese Civil War to a family that never had money and never had a home. She’s been a proud shezze since 2008. She lets out the little creativity she has in writing and drawing. She loves her country, family, lappies, friends, as well as technology, language, science and feminism. For Bekhsoos she writes in Lebanese because that’s the only way for all her Lebanese anger and passion to come out dressed in words. Her dream is to go back home one day.

Leave a Reply