رسالة حرية للثورة النسوية*

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (5 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

727 views

كان المفروض اكتب شي ذكي بمناسبة “يوم المرأة العالمي”، واحكي عن الحقوق المهدورة مثلا، وقانون الجنسية، والتحرش الجنسي، والتمييز الجندري، ووضعنا كنساء نسويات و”شاذات”. كان المفروض احكي عن نظريات ودراسات وأبحاث ووقائع وأرقام ومعلومات. كان المفروض اكتب عن الثورة. بس لمن شفت الثورة بعيني عم تمشي بشوارع بيروت وتصرخ “للحرية للحرية ثورة ثورة نسوية”، صارت الكتابة عنها أزغر منها. ولمن سمعتها وذقتها ولمستها بايدي، صار صعب علي حطها بكم كلمة. لمن حسيتها نار بقلبي، صار مستحيل احبسها بكم جملة.

لهيك، ما رح احكي كتير، بس رح قول لالكن، انتوا يللي مشيتوا خطوات زغيرة، بس كان معناها كبير، وما كنتوا كتير كتار بس كان فعلكن كبير:

لوجوهكن يللي حرقوها وشوهوها بنار التخلف والذكورية، بس ضلت واقفة بوجه النار… تحية

لايديكن يللي ربطوها وقطعوها بسكاكين الجهل والعبودية، وظلت حاملة الشعار… تحية

لاجريكن يللي كبلوها بقيود التطرف والخوف، بس ظلت مكملة المشوار…تحية

لعيونكن يللي غمضوها بالظلم والقهر والاستبداد، وظلت مفتوحة وأبية…تحية

لحناجركن وشفافكن يللي خرسوها بخوفهم وضعفهم وعقدهم الأبدية…وظلت تصرخ للحرية…تحية

لصدوركن وأعضاءكن يللي خلوكن تخجلوا فيها وتكرهوها وتحسوا انها عار…ألف تحية

لجروحكن وأوجاعكن ولياليكن السودا والبيضا..لكل مرة قالولكن فيها انكن “للمطبخ وتفقيس الولاد وبس”…لكل مرة حطموكن فيها لأنكن “بنات” وهمكن “ليوم الممات”…لكل مرة خلوكن تحسوا فيها بالنقص قدام أخوكن وابن عمكن وابن الجيران لأنهن “رجال”…لكل مرة مدوا فيها ايديهم عليكن تا يخطفوا أجسامكن أو براءتكن أو سلامتكن أو حريتكن…لكل مرة حرموكن تعطوا فيها الجنسية لولادكن يللي حبلتوا فيهن تسع أشهر…لكل مرة وقفوا فيها بوجه طموحاتكن وأحلامكن وما آمنوا فيكن لأنكن “بنات”…لكل مرة منعوكن فيها تضهروا من البيت أو تسهروا أو تنبسطوا بأنكن “بنات”..لكل مرة بكيوا فيها لمن خلقتوا لأنكن “بنات”… لكل مرة منعوكن فيها تختاروا مين بتحبوا، شاب أو بنت أو ولا حدا…لكل مرة خلوكن تحسوا فيها انكن مش انسان لأنكن “سريلنكيات” أو “فيليبينيات” أو “فلسطينيات” أو “سوريات” أو أو أو…لكل مرة اعتقدوا فيها انو فيهن يلطشوكن ويلمسوكن ويمرقوا ايديهم عليكن لأنكن “ما بتعرفوا تقولوا لأ وتوقفوا بوجهن”…لكل مرة منعوكن فيها تكونوا انتو، متل ما انتو بتحسوا هويتكن الجندرية والجنسية…لكل مرة ربطوا فيها اجريكن ببعضهن تا ما تعرفوا كيف تفتحوهن وتاخدوا القرار يللي بدكن ياه انتو، بكامل ارادتكن، انو بدكن تعطوا حالكن ل يللي بتحبوه/ا … لكل مرة بكيتوا فيها، وفرحتوا فيها، وصرختوا فيها، وسكتوا فيها، وقويتوا فيها، وضعفتوا فيها، وحبيتوا فيها، وكرهتوا فيها، وعصبتوا فيها، وفكرتوا تنتحروا فيها، وحبيتوا الحياة فيها، وحسيتوا بالنشوة فيها… ألف ألف تحية.

لمن كنتوا ماشيين، ما شفت فيكن كم بنت ومرا وشاب عم يتسكعوا عالطريق ويهتفوا حاملين كم يافطة عليهن كم شعار وصورة…شفت فيكن شعب ووطن. ومش حكي هيدا، ومش شعر ومش صف كلام ع الماشي…مع كل صرخة سمعتها منكن، ومع كل خبطة من اجريكن عالأرض، ومع كل نقطة عرق نزلت منكن، وكل لحظة مجد حسيتوها… شفت فيكن ثورة…والأهم، انها ثورة عم تكبر..ولو أخدت وقت، المهم انها خلقت… المهم انكن انتوا كنتوا ورح تضلوا موجودين… المهم انو قلتوا كلمتكن ومشيتوا…

تحية الكن لأنكن انتوا، انتوا…

تحية نسوية الكن، لأنو سنة الجاي، وكل يوم، رح تكونوا نسويات ونسويين…

تحية حرية الكن لأنوا سنة الجاي، رح تكونوا انتوا انتوا، ورح تنزلوا، ورح تثوروا، بس أكيد أكيد في شي رح يتغير..

عددكن رح يكون أكبر.

* هذا المقال موجه الى كل من ساهم في تنظيم واطلاق ونجاح “المسيرة النسوية” التي نظمتها مجموعة “نسوية” في شوارع بيروت بمناسبة “يوم المرأة العالمي”.

http://www.youtube.com/watch?v=ynWFNXJOl7I

samira
Aphrodite likes to drive fast. Real fast. Whether behind the wheel, behind her computer, or behind a plate of a double cheeseburger, fries, and a side order of pasta salad, Aphrodite is moving 100km a minute. A journalist by training and a poet by passion, Aphrodite does not believe in suntan lotion, aspirin, or dishonesty. But she does believe in Bekhsoos. Very much.

Leave a Reply