كينغ”: النسوية المثلية التي غيرت تاريخ التنس”

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (No Ratings Yet)
Loading ... Loading ...

1,047 views

“كل المباريات والنزالات والتحديات التي خضتها في الملعب لا تساوي شيئا أمام أقوى معركة خضتها مع نفسي، لأعترف لذاتي بأني مثلية، لم أستطع حتى أن أنطق بالكلمة لنفسي”.

مقولة شهيرة ل”بيلي جين كينغ”، صاحبة الأرقام القياسية في عالم التنس والحائزة على 129 لقبا فرديا منها 12 في البطولات الكبرى، وعشرين لقبا مختلفا في بطولة ويمبلدون العريقة. هي لاعبة كبيرة تخطت شهرتها عالم لعبة التنس عندما هزمت متحديها “بوب ريجز” أحد ابطال ويمبلدون السابقين في العام 1973، في مباراة تابعها سبعون مليون مشاهد. وكان “ريجز” قبل هذا اللقاء الشهير، وصف النساء بأنهن غير مستقرات نفسيا بشكل كاف لممارسة لعبة التنس والتفوق فيها، ونجح في هزيمة “مارغريت كورت” احدى لاعبات الطليعة بسهولة، مما أثار حفيظة “بيلي جين”، النسوية بامتياز منذ أيام الجامعة. واعترفت “كينغ” ان المباراة كانت استعراضية، لكن الفوز بها كان في بالغ الأهمية. ويصفها النقاد الحاليون بأنها “المرأة التي جعلت من التنس النسائي شيئا ممكنا”.

ولدت “بيلي جين كينغ” في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر من العام 1943 في “لونغ ايلاند” في ولاية “كاليفورنيا” لعائلة كاثوليكية محافظة، وكان قدرها ان تتعرض للتمييز الجندري منذ طفولتها، فقد منعتها والدتها عن ممارسة لعبة كرة القدم لأنها فتاة، مما حول اهتمامها الى التنس، فابتاعت لنفسها مضربا من مالها الخاص، ومنذ الدرس الأول أدركت ان هذا ما ستقوم به طوال حياتها.

في بداية العام 1960 تعرفت “كينغ” على زوجها اللاحق “لاري كينغ”، وهي تدين له بالفضل لكونها نسوية، فقد حصل هو على منحة دراسية لدراسة الرياضيات في الجامعة، بينما تم رفض طلبها لأنها فتاة. لكن هذه الفتاة القصيرة الشعر الرياضية المظهر، انطلقت الى لندن وهي في السابعة عشرة فقط، وفازت بأول لقب لها في بطولة ويمبلدون التي تعتبر الأهم في عالم التنس، لتعود الى الجامعة التي رفضت تقديرها بمنحة مرفوعة الرأس، عازمة على تغيير ما تتعرض له النساء من تمييز جندري في عالم الرياضة بشكل خاص.

وفي العام 1968 بعد فترة من الزواج، لاحظت “كينغ” ميولها نحو النساء، لكنها لم تعترف بذلك حتى لنفسها، فانتظرت ثلاثة أعوام قبل أن تدخل في علاقة طويلة الأمد مع سكريتيرتها الخاصة. لكن هذه العلاقة انتهت بطريقة درامية، حين رفعت شريكتها دعوى قضائية ضدها مطالبة فيها بالتعويض المادي. واستمر الصراع القضائي أعواما طويلة، وانتهى بفوز “بيلي جين” التي خسرت خلال هذه المعركة ملايين الدولارات، وتخلى عنها كل الرعاة الرسميين، وعاملها الاعلام بقسوة بالغة.

وتحفل رحلة “كينغ” النسوية بالانجازات، فهي المؤسسة لأول دوري نسائي في عالم التنس، وقد ساعدت في تأسيس الاتحاد النسائي للعبة، كما أنها مؤسسة صندوق دعم الرياضة النسائية في الولايات المتحدة.

وفي العام 1973، قامت “كينغ” بمقاطعة بطولة الولايات المتحدة برغم كونها حاملة اللقب، احتجاجا على عدم مساواة النساء مع الرجال في قيمة الجوائز المالية. وقد رضخ المنظمون لطلب البطلة لتصبح هذه البطولة أول بطولة في التاريخ تساوي بين الجنسين في الجوائز المادية.

وتنشط “كينغ” في مجال الدفاع عن حقوق المثليين والمثليات، كما أنها عضوة في المجلس الاداري لمؤسسة “التون جون لمكافحة الايدز”، وقد قادت في السبعينات حملة واسعة للحصول على التأييد الشعبي لقضايا المرأة المحقة.

وتقول “كينغ” في فيلم وثائقي تناول قصة حياتها: “أنا الآن سعيدة لبلوغي الثالثة والستين من العمر في وقت أشعر أني في السابعة عشرة! أعيش مع شريكتي التي تصغرني بتسع عشرة عاما بوفاق تام. لقد حاربوني كثيرا في السابق، لكن انظروا الان، لقد أطلقوا اسمي على أكبر ملعب في الولايات المتحدة، والكثير من الفتيات يتشبهن بي”.

rouba

Leave a Reply