شو هالجسد يا أسد

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (9 votes, average: 4.89 out of 5)
Loading ... Loading ...

3,175 views

shouhal

تسير في الشارع، كما كل يوم، وتسمع الكلمات ذاتها، بالأصوات ذاتها وتعابير الوجه ذاتها. جغل على “الموتو، بنظارات سوداء وجينز ضيق، و”سكسوكة” معلّمة، ونظرات “سكسي”، “يلطش” بصوت مغر: “يسلملي القمر!” مع “غمزة العين” الشهيرة. “جغل” على الموتو، بائع في الشارع، رجل على كرسي أمام المقهى، سائق التاكسي، بائع في الدكان والفرن والملحمة، جار تلتقي به في المصعد أو على الدرج، “جغل” آخر يمر بقربها. رجال مختلفون، لكنهم متشابهون في نقطة واحدة: هم يحترفون “التلطيش”. والخطير في الأمر، أنها اعتادت الأمر فأصبح عاديا بالنسبة اليها، طبيعيا، ما “الدنيا هيك”. الرجال يلطشون، والنساء يخجلن!

لكن الخبر هو، أن لا! ليس الأمر طبيعيا ولا عاديا! ليس طبيعيا أن يهان جسد المرأة ويعنف كلاميا لأن رجلا ما أحس برغبة في تفريغ شحنة من شحنات كبته الجنسي! أو “اثبات رجولته” و”التجغيل” على أصحابه! أو ابراز مواهبه في “شد النسوان” ولفت نظر الفتيات بقدراته “التلطيشية” المميزة!

ليس طبيعيا أن تخجل المرأة وتخفض وجهها وتسير بعيدا بارتباك وخوف، وتشعر بأن جسدها خارج سيطرتها وواقع تحت سلطة ذكورية معقدة ومكبوتة، من أجل أن يشعر رجل بالرضى عن ذاته!

“التلطيش” هو تحرش جنسي كلامي، بكل ما للكلمة من معنى. وهو يعبر عن كبت وفراغ عاطفي وجنسي رهيب يعاني منه الرجل، وليس العكس. فالرجل الذي يظن أنه “دون جوان” وأنه “فحل” باعتباره ماهر بالتلطيش، هو في الواقع رجل فاقد للرجولة والإنسانية. هو رجل فاقد للثقة بالنفس، ومنبوذ الى درجة أنه بات قادرا على التحرش بأي فتاة تمر أمامه!

بماذا يفكر الرجل عندما “يلطش”؟ بماذا يحس؟ ماذا يضيف “ألتلطيش” الى انسانيته ورجولته ووجوده؟ أي نقص يسد لديه؟ أسئلة جدية، ليست مزاحا.

لكن هذا ليس موضوع بحثنا هنا. موضوع بحثنا هو أن هذا التعاطي المخيف مع جسد المرأة من قبل الرجل الذكوري (وهنا أفرق بين الرجل، والرجل الذكوري)، والنابع من اعتبار الجسد ملكية طبيعية للرجل الذكوري ويمكن له التحرش بها كلاميا أو جنسيا أو جسديا من أجل متعته كيفما يشاء ووقتما يشاء، هو أمر مرفوض ومريض ومتخلف ومتحجر.

من أبرز “التلطيشات” الابداعية:

“شو هالجسد يا أسد”

“ليكي ليكي، حبيت اللي بين اجريكي”

“يقبرني”

“يا أرض احرسي ما عليكي”

“شو هالطول متل قرن الفول”

“شو هالسحبة يا …. “

“شو هالطعجة يا نعجة”

“شو هالنطة يا بطة”

“شو هالصدر…يا كنافة”

“ولك نيااااااااااااااااالو يللي ببالك”

“أمك حماتي”

“بحبك أكتر من أمك”

“سحابك مفتوح”

“اجا اجا… زيحولو”

“احلى وحدة فيكن يللي بالنص”
(تستعمل في حال كانت “الملطوشتين” فتاتان فقط)

والواقع أن هؤلاء الرجال الذين يحترفون التلطيش، هم أكثر الرجال ضعفا، ونفاقا وانفصاما! وهم يقومون بأعنف وأقسى ردود فعل اذا ما تعرض “عرضه” أو أخته أو ابنته ل”تلطيش” من ذكر آخر. (يذكرني هذا بقناة عالم الحيوان التي تعرض معارك طاحنة بين الجواميس دفاعا عن “العرض”)

ولسائقي التاكسي مع التلطيش حكايات ألف ليلة وليلة. “شو يا عمو شو هالعيون الحلوين” ، “اسما الله طالعة للماما أو للبابا؟”، “من وين يا عمو”، “مخطوبة؟ بد يجوزك لابني”، “خليها علينا، بهالرفقة الحلوة ببرمك لبنان ببلاش!”.

بخصوص؟ انو بخصوص هال”عمو”؟ من أعطاه الحق بهذا الغزل الرومانطيقي اللئيم؟ أو بعرض “كرمه” والنقليات المجانية عليّ؟ لماذا؟ هناك احتمالان: اما أنه مكبوت الى درجة يائسة جدا، واما أنه من الغباء الى درجة يعتقد فعلا أن كلامه “رح يشدني”. وفي الحالتين، عنجد حرام.

يكفي عن الرجل “اللاطش”، لنتكلم عن المرأة “الملطوشة”.

هناك حالة مخيفة من التبرير بين النساء الذكوريات أنفسهن (وهنا أميز بين المرأة والمرأة الذكورية التي تحمل ثقافة ذكورية متخلفة). هناك تبرير دائم بأن: “ما كل الرجال هيك!” ، “عادي، شو أول وحدة بتتلطشي!”، “لو ما كنتي لابسة ومزنطرة ما كان لطشك!”.

كلا! ليس الأمر عاديا! لو كنت عارية في الشارع، ليس هناك أي حق أو شرعية لأي رجل أن يهين جسدي لأنه ملكي وحدي! وليس “كل الرجال هيك”!

والأسوأ من التبرير، هو “الفرحة” التي تشع بها عيون بعض الفتيات كلما سمعن “لطشة” من هنا أو هناك! لماذا هذا الضعف؟ عل تزيد ثقتها بنفسها اذا ما لطشت؟ هل يعيد ذلك اليها ثقتها ب”انوثتها” وقدرتها على جذب الرجال؟ لماذا أنتظر “لشطة رخيصة” لأشعر بالجمال والثقة؟ ان جمال المرأة وثقتها ينبعان من حريتها الداخلية واقتناعها التام بأن وجهها وجسدها هو ملكها وحدها، ووحدها فقط.

لا تخفضي وجهك، لا تهربي بعيدا. هو من يجب أن يخجل، هو من يهين نفسه باهانتك. عندما يصرخ بشفته الملوية: “شو هالجسد يا أسد”، قولي له: “شو هالهبل، يا بلا عقل”.

samira
Aphrodite likes to drive fast. Real fast. Whether behind the wheel, behind her computer, or behind a plate of a double cheeseburger, fries, and a side order of pasta salad, Aphrodite is moving 100km a minute. A journalist by training and a poet by passion, Aphrodite does not believe in suntan lotion, aspirin, or dishonesty. But she does believe in Bekhsoos. Very much.

Leave a Reply