الأعياد بتسرق منّا أحياناً
957 viewsفترة نهاية السنة بتحمل العديد من المناسبات لإلي. دايماً بشدّد بهاي الفترة على الإحتفال بعيد ميلادي لإنها فرصة لإجمع كل الأصحاب اللي بحبهن، اللي بعزّهن، يللي تعّرفت عليهن من جديد وبحبّ إنو يلعبو دور أكبر بحياتي…
شهر كانون الأول بيكون بمثابة جردة للعواطف.
دايماً بهيدي الفترة بنظّم سهرة للإحتفال بذكرى عزيزة عا قلبي وبكون سعيدة لإنو كل أصحابي المغتربين رجعوا على لبنان (وفي منهن بيرجعوا خصوصا ليحضروا السهرة)، ودامت الأفراح في بيوتكن…
بس هيدي السنة حمل الموسم معه فراغ. بشعر بنفسي خاوية من الرغبة بالإحتفال، حتى بزيد وبقول في شعور من التخدّر أو عدم الإكتراث بالموسم يللي بحبّه، ومش بس على أساس معتقدات دينية بحكم إنو “المسيح بقلبنا على مدار السنة”. بيقطع أمرار بصير بفكّر إذا إجو كائنات من الفضاء وشافوا كيف البشر بتعبد الله بيتضحكوا علينا، وبيستعبدونا بشي وظيفة أشغال شاقّة أو بحطّونا بأقفاص حديد ستيل فيلم “بلانيت أوف ثي آيبس” بالنسخة الأصلية.
الحماس والتطلّع لإقامة الأنشطة الإجتماعية أساسه الطاقة يللي منستمدها ومنوزعها على المحيط تبعنا من أهل، أصحاب، بوي فرند، غيرل فرند، أو عشيقة، بس لازم يكون في إلها مصدر متمّم، نحنا لوحدنا ما فينا نكمّل السلسلة.
لما شوي شوي بيختفي حدا أو أكثر من هالأشخاص، بيختلّ التوازن العاطفي تبعنا ومنحسّ بلّشنا إنّفس ويا “مود” (مزاج) مين يشتريك؟
لمّا تنقطع علاقتنا بالمقرّبين منفقد حدا، أو مرّات أكتر من حدا من ركائز الدعم الخاصة فينا، وفجأة منصير كإنو واقفين على حافّة الهاوية، وما في مين ينقذنا. ونحنا منتجمّد لإنو ما عم نفهم كيف وصلنا لهالحالة، ومنصير ندوّر على حدا نلومه بدل ما نلاقي حلّ تا نركّز حالنا على الأرض من أوّل وجديد.
بالوقت يللي منكون في آيلين للسقوط، منلاقي حالنا وحدنا بمواجهة الرياح ومنخاف نقوم بأية خطوة قبل ما ندرسها ١٠٠% تا نتأكد إنو هيدي الخطوة السليمة اللي ممكن ترجّع الدعم على حياتنا.
بتخيّل المشهد بصورة مختلفة كمان، قريب لشخص علقان بغرفة المرايا المتعددة الأشكال، منها يللي بتطّول، بتقصّر، أو بتشوّه وكلّها إنعكاسات لكيف ممكن ننظر لنفسنا باللحظات الموحدة لما نفقد الأشخاص العزيزين علينا. كإنه كابوس بلا نهاية أو مخرج طوارىء. منلقي نظرة على انعكاس ذكرى قديمة والمراية بتبلّش تتشقّق، وبالمقابل قطعة من قلبنا بتنكسر. ومنرمي نظرة تانية وتالتة والتشقّق بيستمرّ وبنفس الوقت من جوّا قلبنا بينكسر أكتر، والتشقّق بيمتدّ من راس الثقة بحالنا لأخمص احترامنا لذاتنا، وخديلك على دراما ونحس من بعدها.
كيف فينا نلملم شقف ذاتنا ونبنيها من أول وجديد؟ هل أصلاً ممكن نرجع نبني نفسنا؟
بعدنا عم نتأرجح بالهوا، بس حاولنا نركّب نظام بديل وبسيط من خيوط معدنية مقاومة للريح العاصفة، بتثبتنا بالأرض مع وصول المغتربين، صلة الوصل بين الإنسان اللي كنّا هوي/هيّ من زمان والتطوّر الحاصل النصف-مدمّر. منرجع منلاقي إنو الأسس تبعنا ممتازة ونحنا أشخاص منستاهل نتسامح عمّا بدر منّا من أخطاء أو ورد من سوء تفاهم، ومنكتشف إنو غرفة المرايا ما هي إلا إنعكاس الشخصية تبع الناس علينا وهون بتنقلب الأدوار. بهاي اللحظة منفقد الثقة بالناس اللي شالت إيدها منّا واختفت بلحظة ضعفنا وسبقتنا وبكت واشتكت من قسوة قلبنا. بتقلب الدفّة ومننتقل ل موقع قوة بمكّنا من قيادة نفسنا لموانىء آمنة بعيدة عن أوهام الصداقة الجليدية.
صحيح إنو موسم الأعياد إجا ناقص هيدي السنة وأخذ منّا هدايا منحتنا إياها مواسم أدفى، بس الحرمان أمرار بيزرع فينا جذور بنفسنا بتنمّينا وبتدفعنا لنستثمر أكتر بحالنا ومش بغيرنا، فالنبتة القوية هي يللي بتكافح لتظهر على وجه الأرض من تحت الصخور الوعرة وهيدا طريق منّه سهل، بس مين قال إنو الطرق المعبّدة هي اللي بتوصّل على برّ الأمان؟
Leave a Reply