العضو الذكري وأنا

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 4.67 out of 5)
Loading ... Loading ...

2,219 views

 

العضو الذكري وأنا

 

لي كثير من التجارب مع جسد الرجل، لكنني لم أشعر يوما بالرضى الكامل، أو بالسعادة التامة، أو بالاقتراب الكافي. كان هناك دائما شيء ما ناقص، حتى مع الرجل الوحيد الذي أحببت. لم يكن الجنس ممتعا، كان دافئا في مرّات قليلة، مسلّيا نوعا ما في مرّات قليلة أخرى. لكن في معظم المرات، كنت أريده أن ينتهي ما ان يبدأ، لكثير من المشاعر التي أفضل ألا أخوض فيها في هذا المقال. في المجمل، لم يكن الجنس مع الرجال ممتعا، لكن هذا لا يدفعني الى جمل غبية مثل “سوف لن أمارس الجنس مع الرجال بعد الآن”.

لوقت طويل، كنت أقارن علاقتي بالجنس مع المرأة، بعلاقتي بالجنس مع الرجل. لكن مع الوقت، تمكنت من أن أفهم أكثر، كيف أحب جسد المرأة وما الذي يجذبني اليه ويجعلني أجنّ به هكذا، وما الذي يجذبني الى جسد الرجل. بتّ أعرف أن علاقتي بجسد الرجل لا تنافس ولا تصارع علاقتي بجسد المرأة، انما هي علاقة أخرى مختلفة، تحكمها معايير ومشاعر وأفكار وديناميات مختلفة، ودرجات مختلفة من الرغبة والارادة والقبول. ولا يعني هذا أن الاثنين لا يؤثران في بعضهما، فأنا في النهاية ذات واحدة، وشخصية واحدة، تصدر عنها كل تلك الديناميات والرغبات المختلفة حدّ التناقض أحياناً. لكن ما أعنيه أن هذه الرغبات الصادرة عني تجاه جسد الرجل وجسد المرأة، لا تنافس أو تلغي أو تشاكس بعضها. لكل منها شعور مختلف، ودرجة مختلفة تماما من الشغف، وطريقة مختلفة للرغبة بالحصول على هذا الجسد والكتابة عنه. أصبحت أعرف كيف أتعامل مع كل رغبة من رغباتي وأفهمها كرغبة مستقلة بحد ذاتها، من دون مقارنتها بأي شيء آخر. فكل رغبة، مهما كانت صغيرة أو ضعيفة أو بعيدة أو قريبة، تستحق الفهم والتجربة.

أحب العضو الذكري. أجده جميلا حين يكون أملساً خالياً من الشوائب، متوسط الحجم، داكن اللون قليلاً، ونظيفاً. أحيانا، أصادف عضوا بشعا، أو كبيرا جدا، فيشعرني بنفور يشبه نفوري من رجل يستعرض سيارته الضخمة والثمينة بكبرياء. أحب الرجل ذي الكتفين العريضين والصدر العالي، وربما الذراعين الممتلئتين. لا أحب الوجه المثالي كالأنف الدقيق، أو الذقن المدروسة بعناية، أو الحاجبين المتطابقين بدقة، وينطبق هذا على الجسد أيضاً. فالجسد المبالغ فيه على مستوى “العضلات” المشغولة بكثير من الجهد الواضح، يشعرني بنفور كبير. أشعر أنه على وشك اقتحامي من دون استئذان. أحبه جسدا عادياً، متروكاً على سجيته، وفي الوقت ذاته، فيه من التميز ما يكفي ليجعلني أنتبه اليه. اذ قلّما يدفعني رجل مارّ الى قطع تركيزي عن اللابتوب أو الكتاب الذي في يدي، لأنظر اليه، كما يمكن لامرأة مارّة أن تفعل بسهولة.

يثيرني جسد الرجل “الأنثوي” في كثير من الأحيان، عندما يكون خاليا من الشعر، مسكوبا بنعومة بكتفين ضيقين واصابع رفيعة وكفين صغيرين. الأضداد تجذبني. يجذبني الرجل الذي يهمل شكله، انما يوحي بالنظافة في الوقت عينه. ويجذبني الرجل القاسي، بقدر ما يجذبني الرجل الدافئ. يجذبني الرجل الفتي، والرجل المتقدم في السن. يجذبني الرجل القوي بقدر ما يجذبني الرجل الضعيف. ويثيرني الرجل الأسود بسهولة. لكني لا أحب فكرة عدم امتلاك الرجل لثديين، لأن الثدي هو من مشاعري المفضلة. كما أني لا أحبذ خشونة ملمس جسد الرجل، وكثرة الشعر فيه أحياناً.

أحب فكرة ممارسة الجنس مع العضو الذكري، لكن التجربة الواقعية لهذا “الفانتازم” لم تكن أبدا على مستوى التخيلات. أفضّله عن بعد، أفضّل مشاهدته يستفيق من ارتخائه وينتصب، ثم يصل الى الذروة ويرتخي مجددا. يثيرني المشهد، مع أني لا أحبذ كثيرا السائل الذي يرافقه، ولا أحبه في داخلي. أحلم أحيانا برغبتي بممارسة الجنس مع عضو ذكري، لكن لسبب ما، لم أرَ يوماً العضو المرغوب به.

عندما أشاهد مقاطع الفيديو الجنسية، أختار دائما المقاطع التي تصور رجلا يمارس الجنس مع رجل آخر. يبهرني مشهد الجنس بين رجلين وما يرافق ذلك من علاقة جميلة وممتعة بين عضوين أو أكثر. أحب أن أشاهد الطرق المختلفة لعلاقة جسدين رجاليين ببعضهما، وأساليب الامتاع المختلفة، بقسوتها ولينها، بوحشيتها وعاطفتها وكل ما هو بين ذلك وخارج ذلك. تثيرني جدا لحظة يلِج رجل رجلا آخر ويستمر بذلك الى أن ينتشيان. أحب حين ينسيان (او ينسون) في بعض المرات وجود الكاميرا، ويصبح الجنس فعلا حقيقيا بامتياز، لا سيما حين يكون الجسدان عاديان، من دون عضلات منفوخة وماركات مسجّلة. يتفاعل جسدي مع هذا المشهد الى أقصى درجات الحقيقة والشعور.

أما الجنس بين رجل وامرأة، فلا يثير فيّ أية مشاعر تذكر، الا اذا كان يضم عنصرا ثالثا أحيانا (أفضّل هنا ألا أعلق على مقاطع الجنس لامرأتين تمارسان الجنس نظرا لسوء نوعيتها وتردّي مضمونها بمعظمها بالنسبة الي). أفكّر أحيانا أني أحب جسد الرجل في الخيال، ويذيبني جسد المرأة في الحقيقة.

في هذه الأيام، ليس بي شغف لممارسة الجنس مع رجل. أكون جالسة في المقهى فيمرّ من خلف الزجاج رجل جذاب، بمعاييري الغريبة للجاذبية الرجالية، أتفرّج عليه قليلا ثم أكمل عملي. منذ زمن، لم يثر فيّ أي رجل جاذبية أو حشرية تكفي لدفعي للتعرّف اليه، أو دعوته للتعرّف الي، أو ببساطة المضاجعة. في هذه الأيام، بي شغف صارخ للحصول على جسدها هي طوال الوقت. لكن هذا لا يدفعني الى جمل غبية مثل “سوف لن أمارس الجنس مع الرجال بعد الآن”. 

شاي أسود

 

Guest Contributor

Leave a Reply