غلامة بوجهيها: مدمنة ضحك ومدمنة إيديولوجيات
1,101 viewsبتتذكروا لمّا كنا شباب وصبايا بالمدرسة/الجامعة؟ تتذكروا كيف كنّا نلبس شيك نيغليجي (كاجوال شيك يعني)، ونتلفن لرفقاتنا من التلفون تبع الـ٥٠٠؟ لما كنا نتشدّق عالناس اللي عندن سيارة (لو كانت بي-أم ٢٠٠٠)؟ ومين بيتذكّر ساعات السواتش (swatch) اللي مبيّنين مصارينن؟ أو الفوبيجو الستراس تبع الـ٥٠٠؟ أو وقتا كان أوتوستراد ضبيه يفضا عالساعة ٧ كل يوم تنين لأنّو الكل كان يركض يحضر زينة بالبيت؟
صحيح إنّو بوقتا كنا نحس بضغط اللبس النسائي، بس كان أسهل نتهرّب، كانوا يقولوا مثلاً “غلامة بتستحي، بتحب تلبس سبور”. كان يبقى إذا شعرنا منكوش الحل بنقطة مي وفرشاية مدورة، “السيشوار بينزع الشعر، حرام بعد بكير، لاحقة”. بوقتا ما كنّا مغيّرين، كان عنّا أصحاب بيفكروا وبيلبسوا متلنا، بنات يعربشوا عالشجر، وبنات ما إلن خلق عالتنانير، إلا إذا كانت التنورة للشعنينة.
بس ما بعرف كيف الإيام بتسبقنا بلا ما نلاحظ، كيف شوي شوي بتسقط الحجج، وما بيعود في أعذار تما نتصرّف متل الصبايا. ومع قلة الحجج بيقل عدد البنات الغير وبيصيروا البنات يشبهوا بعض أكتر. وبيصيروا الغلامات يبيّنوا أكتر، بتبقى العيلة تسبّح وتصلي لكل بنت عصية تتلاقي درب الأنوثة.
بس رمز الأنوثة الوحيد اللي بحياتي ما فهمته كان الضحك المحترم. لما نكون ولاد ما حدا بيقلنا كيف نضحك، ولما منضحك كان الكل يضحك معنا، بس لما نصير صبايا، بيصير بدنا ننتبه ما نضحك متل الشراميط. ومنصير نركلج الضحكة ونضبطها ونخليها محترمة أكتر، وبالنهاية منصير نضحك أقل.
وما بعرف بأي سحر كل الإشيا المسلية بتتجرّم، بدل ما نلبس تندفّا منصير نلبس تنبيّن محترمين/ات. ومنصير ننطر تنصير نعرف الشخص بنسبة معينة قبل ما ننكّت معن.
لحظة شو عم جرّب قلكن؟ إي مظبوط. شو بخصوص الإحترام والبروفيشوناليسم؟ ياما بحياتي من وقتا ما بلشت إتحرر كانت الناس تتفاجأ لما بفوت من الأوضة بمنظري الغلامي، الجاكيت النيبالية والقبوعة الأرمنية والشعر المنكوش والضحكة العالية والنكت السهلة الخ. وفجأة بفتح موضوع القمع الجندري، وموازين القوى، وتوازنات ما بعد الإستعمار، وحرمات التحرر، وإرتباطية القضايا الخ. فبيعم صمت المفاجأة. والأضرب من هيك يوم اللي كنت عم قول لزميلة إنّو عندي فحص بمادة علم الأعصاب فتفاجئت الزميلة وقالتلي “والله غلامة منك هينة، ما بيبيّن عليكي”.
هلق دمّها خفيف، وبوقتها كنت صرت إتقبل الصورة النمطية اللي الناس بتاخدها عني. بس بصراحة بعدني بتفاجأ لما الناس تتفاجأ فيني. بالسهرة البخصوصية الشهرية، انطلب مني إحكي عن الوجهين اللي عندي ياهن، الوجه اللي بينكّت والوجه الجدي، وصراحة بعد مش عارفة شو إكتب عن الموضوع.
غير إنّو بالنسبة إلي كان دايماً الضحك هوي مفتاحي لكل شي، في ناس نمت معهن ما كنت كتير قادرة إتفاهم معن، بس كنت دايماً عندي القدرة إنّو إضحك معهن. وأوقات لمّا شوف رفيق/ة كئيب/ة، يمكن ما إقدر إحكيهن عن كيف لازم ينظروا ليلّي صاير معن على إنّو جزء من قمع ممأسس، بس الأرجح رح أعرف خلّيهن يضحكوا.
هيدا غير إنّو بعد سنين من الصراع مع الذات تعلّمت إفهم حالي من خلال قدراتي التنكيتية. كيف؟
- عينة ١: أوّل مرة بعمل سكس مع حدا بنكّت كتير، لأنّو بكون خايفة. وعلى قد ما يعجبني الشخص على قد ما نكّت أكتر.
- عينة ٢: أوّل مرة بنكّت معك يعني أنا صرت شايفة فيك أمل إستلطاف.
- عينة ٣: لمّا ما عود قادرة نكّت يعني إنّو أنا بحلقة صعبة من الإحباط، لازم آخد برايك، أو إحكي حدا من رفقاتي اللي بيعرفوا يبعدوني عن أذية نفسي.
- عينة ٤: إذا ما ضحكت على نكتك يعني مش متحملتك لا فكرياً ولا عاطفياً، الرجاء الإختفاء من وجّي.
- عينة ٥: ضحك هستيري ومن دون سبب واضح، يعني أنا تعبانة كتير.
- عينة ٦: إذا عم نحكي حديث جدّي جداً وبلّشت نكت يعني شغلة من تنين، يو أنا مش عاجبني الحديث وحابة غيره، يو إنّو أنا ضهرت من الحديث وعم فكّر بالسكس.
أمّا بالنسبة للسؤال إنو كيف بجمع الوجهين براسي… صراحة ما عندي جواب، طول عمري مدمنة ضحك ومدمنة إيديولوجيات. فصراحة ما عندي فكرة كيف “بجمعهن”، ما بعرف كيف غيري “بيفصلهن” أصلاً.
بس زيحوا المزح عجنب، أوقات بنزعج لمّا الناس بتقلل من قيمتي لأنّو أنا “بنكّت كتير”. يمكن مع العمر، لمّا بلّشت ثبّت قدراتي نوعاً ما، هانت شوي، بس بعدني بنقهر إنّو معظم الناس اللي بيعرفوني مش من زمان بيفترضوا إنّو أنا إنسانة مش كتير جدية أو إنسانة سعيدة… حدا يقلّي بصراحة شو قصة العالم والقمع على أساس منسوب الضحك؟
Leave a Reply