أخبرهم أم لا؟
777 viewsحتى وقت قريب، كنت أعتبر ميولي الجنسية أمرا شخصيا وخاصا جدا جداً. لم أكن أظهر هذه الميول الا امام حبيبتي أصدقائي، لأنني لم أكن أضع أية أقنعة أمامهم. كنت أكون نفسي فقط داخل هذه الدائرة الصغيرة. وأكثر من ذلك، كانت ميولي بالنسبة الي مستحيلة، بل ضرب من الجنون والمحرمات الاجتماعية والاخلاقية داخل مجتمعي. ففي مجتمعي، تعتبر مسألة الميول الجنسية المثلية مسألة أخلاق ودين وعرف منبوذة ومكروهة ومحرمة شرعا وقانوناً.
في حياتي الجديدة في البلد الأوروبي الذي أعيش فيه، لايهمني كثيرا ان أخبر زملائي في العمل عن ميولي. لا تستحوذ الفكرة على تفكيري لأن العلاقة بيننا شبه سطحية. لكن بالنسبة لأصدقائي المغايرين، بدأ الوضع يختلف قليلاً لأننا بدأنا نتقرب من بعضنا مع الوقت، ونتحدث عن أمور شخصية تتعلق بي. أصبح الأمر شخصياً، لذا ولد لدي تساؤل: لماذا يهمنا نحن المثليات\المثليون ان يعلم الأقربون بميولنا الجنسية؟
أعتقد ان الأمر أشبه باختبار. فأنت تختبر/ين من أمامك. فان كان الشخص (صديقك، قريبك، شريكك) على علم بميولك وتقبلها/تقبلتها، بل ربما قدّر/ت الثقة التي منحتها اياه/ا لتخبريه/ا بأمر مماثل، فان ذلك كفيل بأن يشعرك بأنه/ا يحبك لشخصك ولحقيقتك. فهذه الحقيقة مرفوضة او غير متسامحة في كثير من المجتمعات المتدينة، او في مجتمع مثل مجتمعي الذي ما زال يعاني من رهاب المثلية.
لذا لدي هذا التساؤل: هل سيحدث أي فرق اعلاني لمثليتي؟
سألت مرة صديقة لي عن هذا، هل سيحدث أي فرق ان اخبرت الناس بميولي؟ فأجابتني انه سيحدث فرق لأن المجتمع بحاجة لمعرفتنا كمثليين/ات ليتقبل مع الوقت المثلية الجنسية. المجتمع يحتاج لمعرفة من نحن، ونحن بحاجة للإجابة عن تساؤلاتهم وتغيير وجهة نظرهم. فالفهم والخروج الى العلن يساعدان في تحركنا كمجتمع مثلي لنقول نحن موجودون/ات حقاً.
أعتقد بأنها على صواب. لا يمكننا الاختباء والانتظار حتى يتغير المجتمع ويتقبلنا، علينا ان نكون بالخارج، أن نحرك هذا التغيير.
أن أعلن عن ميولي الجنسية يعني ان أعلن عن حقيقتي. وهذا يعني تفكيري، يعني حركتي في المجتمع لاستعادة حقي الطبيعي كانسانة وكمواطنة.
ومع ذلك، يظل هذا الصراع قائما بين اعتبار مثليتي أمر شخصي وخاص بي، وبين اظهار نفسي بفخر كمثلية، وهو ما لا يتقبله المجتمع بسهولة.
لذا حتى هذه اللحظة، حسمت الأمر. لن أنكر حقيقتي ولن اختبئ. سأخبر المعنيين/ات بأمري ومن يعنيني أمرهم/ن في حياتي. وربما مع الوقت ستتسع الدائرة وفقا لخط سير حياتي.
بقلم أماني
Leave a Reply