“حبر الأيام”: في منزل دكتور جورج

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (1 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

447 views

تستضيف بخصوص في هذا العدد الجزء الخامس من سلسلة حبر الأيام التي تروي قصة حقيقية بقلم بطلتها شخصيا، على أن تتابع تشر الأجزاء اللاحقة تباعا في الأعداد القادمة.

بعد تحرك البولمان، تنفست الصعداء وشعرت بالراحة والهدوء. جلست وحدي لحسن حظي، وكانت رحلتي تستغرق 7 ساعات بأكملها، لعلها كانت أطول ساعات في حياتي. وكان كلما توقف البولمان في الطريق لينزل المسافرون ويقضوا حاجياتهم في الاستراحات، كنت أختبئ في مقعدي متوارية عن الأنظار.

قضيت الرحلة أتصفح بعض الكتب التي أحضرتها معي قتلا للوقت والملل والقلق، الى أن أعلن مشرف البولمان عن وصولنا، فقبعت في مقعدي بانتظار نزول آخر راكب، ثم تلمست طريقي الى النور خارجا.

مددت يدي الى جيبي وتأكدت من أن تلك الورقة لا تزال في داخلها. انها الورقة الأغلى بالنسبة الي، ففيها رقم دكتور جورج الذي التقيته في المستشفى وقدم لي تجربة غيرت وجه حياتي. كانت غادتي الشقراء قد تركته لي على تلك الورقة في حال غيرت رأيي وقررت ترك المنزل.

تلفتت حولي باحثة عن أي محل أو مكتب يمكنني الاتصال منه بدكتور جورج، والفرحة تغمر قلبي ووجهي. رن الهاتف طويلا قبل أن يرد دكتور جورج بصوت هادئ سائلا من أكون. أجبته “أنا فلانة ألا تذكرني..” وذكرته بما حدث بيننا في المشفى. عندها قال ضاحكا “وينك؟ وشو عم تعملي؟ وحدك أو معك حدا؟”

أجبت على تساؤلاته المتتالية، واتبعت تعليماته بأن استقللت سيارة أجرة وقصدته في العنوان الذي ذكره لي.

وصلت اليه فاستقبلني بابتسامة بشوشة ووجه منفرج الأسارير و”أهلا وسهلا فيكي!”. أخبرته بكل ما حدث، وأبلغته بقراري البقاء في العاصمة بعيدا عن أخي وأهلي، وسألته عن غادتي الشقراء. كان الطريق من مكان لقاءنا إلى منزله صعبا وشاقا بسبب الحقائق التي أفصح لي عنها. أخبرني أنها تعمل كعاملة جنس، وأنه لا يعلم عنها شيئا بعد حادثة المستشفى، وأنها كانت مجرد صديقة له.

في تلك اللحظات، وددت لو تنشق الأرض وتبتلعني. شعرت بآمالي تتحطم بقسوة على أرض الواقع، وتتبخر مباشرة بعد وصولي.

ترجلنا من السيارة وأخذنا طريقنا نحو المنزل، وأنا أقدم رجلا وأؤخر الأخرى، فلاحظ هو ترددي وأخذ بيدي مطمئنا قائلا “لا تخافي، راح حاول أساعدك لأنك بنت طيبة، وما بدي شي منك”.

دخلنا المنزل وتناولت الطعام بعد أن قضيت النهار بكامله بمعدة خاوية منذ الصباح. بعدها، جلسنا معا وبحت له بمكنونات صدري وبرغبتي في لقاء غادتي الشقراء والبقاء معها، وحدثني أن هناك كثيرات مثلها بل أجمل منها، وهن يزاولن مهنة العمل بالجنس وسيفرحت كثيرا بوجودي معهن لكوني فتاة عذراء يمكنهن الاستفادة مني جدا.

أصريت عليه بأني أريد من حركت مشاعري ووجداني وأسرت قلبي، فوعدني باعطائي آخر عنوان لها يعرفه، وطلب مني الخلود إلى الراحة، واعدا اياي بأني سأبقي في منزله حتى عثوري على فندق أو مسكن خاص بي.

تركني فريسة أفكاري ووحشتي، وذهب إلى عمله. خلدت إلى السرير وفي داخلي شعور كئيب بالرهبة والحيرة الشديدة مما ينتظرني من مجهول.

*يتبع*

امرأة حديدية

Guest Contributor

Leave a Reply