سلسلة “حبر الأيام”: خطوة إلى الأمام

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (3 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

558 views

تستضيف بخصوص في هذا العدد الجزء الرابع من سلسلة حبر الأيام التي تروي قصة حقيقية بقلم بطلتها شخصيا، على أن تتابع تشر الأجزاء اللاحقة تباعا في الأعداد القادمة.

غادر والدي الحياة، وغصت من جديد في مشاكل لا تنتهي مع أخي. بات الخروج ممنوعا من دون الحجاب، وارتداء بنطلون الجينز ممنوعا، وارتداء الملابس الطويلة والفضفاضة أمرا مفروضا. بدأ الحنق والغضب يستعران في داخلي من جديد، وبت أبحث عن مخرج من هذا الجحيم.

كانت الايام والأشهر تمر أمامي بطيئة كالسلحفاة. اختفى الفرح من داخلي وأصبح الاكتئاب رفيقي الدائم، الى أن قررت الرحيل عن منزلي هربا من الضغط عير المحمول الذي كان أخي يمارسه علي، الى جانب قسوته وعنفه غير المبررين اطلاقا.

تطلب مني قرار الهروب شحن كل طاقتي وشحذ كل قواي المعنوية، فلم يكن بامكاني سوى التفكير بالخروج من ذلك المنزل مهما كلف الأمر.

خلدت الى ذاتي أسبوعا كاملا اعدّ العدة لتنفيذ قراري: سأتوجه الى العاصمة. جهزت دفتر صندوق البريد الذي احتفظ به ببعض الأموال التي سأحتاج، وحضرت كيسا بلاستيكيا جهزته ببضع ملابس داخلية وبنطلونين وكنزتين وحذاء رياضي يساعد سرعة حركتي: سأرحل سريعا.

في نهاية الاسبوع، انصرف شقيقي لعمله وأختي الى مدرستها ووالدتي الى السوق للتبضع، فأخذت حمامي على عجل وحملت الكيس البلاستيكي الأسود وارتديت ملابسي استعدادا للخروج.

نظرت حولي أودع منزلي الذي عشت فيه وأودع ألامي وحزني وذكرياتي ومرارتي. شعرت بالاسى لوصولي لهذه النتيجة الحتمية التي كان لابد منها. اتجهت صوب كراج البولمان وعيناي تتلفتان حولي بقلق ورعب خوفا من انكشاف امري. فأنا من محافظة صغيرة والكل يعرف الكل.

اقتربت من شباك التذاكر وسألت عن قيمة التذكرة للعاصمة.

دفعت ثمن التذكرة وحملتها في يدي، ثم تقدمت باتجاه البولمان الذي شاءت الظروف لصالحي أن يكون موعد انطلاقه بعد ربع ساعة فقط. جلست في موقعي بجوار النافذة وأسدلت الستارة خشية ان يلمحني شخص ما يعرفني ويكشف أمري.

مرت الدقائق ثقيلة جدا، ثم تحرك البولمان ببطء، وتنفست الصعداء بصعوبة.

هاهو طريق الحرية. هاهي البداية. أغمضت عيني وسرحت بتفكيري نحو المجهول فيما درب البولمان يأخذني نحو العاصمة.

امرأة حديدية

Guest Contributor

Leave a Reply