ليلة اللي استرجعنا الليل

اليوم، ٨ اذار، يوم المرأة العالمي، يوم غير عن كل هل أيام. شو بفرقو عن غيرو من أيام السنة ؟

لأ ٨ اذار مش طبعة اولية عن ٢١ اذار؛ عيد الأم. ولأ اليوم مش كرمال ينقلي ينعاد عليكي وإحصل على هديه لأني مخلوق ضعيف وحلو .

اليوم بتذكر وبجدد النضال لي عم عيشو كل يوم تا اتخطى الظلم والقمع لي عم عيشن بمجتمع مش مجتمعي، بلد مش بلدي، قوانين مش أنا حطيتن وعادات ما بتحترمني.

اليوم مش نهار متل كل هل أيام لأنو:

اليوم ما رح اسكت عن كل تصرّف الرّسالة من خلاله: “هيده الطريق ملكي، وبدك تتحملي، إلي السلطة والحق احكي معك والحقك”،

أصلاً اليوم راح إسترجع هل طريق،

اليوم الشارع منو مكان تاني تا مين ما كان يثبت صورة الرجوليه اللي خلقها هالمجتمع،

لأنو اليوم بدي ابني مجتمعي أنا،

اليوم مش وحدي عم بحكي، اليوم رح امشي أنا ولآلاف غيري مسيرة وحده وبس نصرخ، رح نصرخ بصوت واحد،

اليوم مش رح إقبل بقى بأي تصرف بهددلي خصوصيتي، أو حس الأمان عندي، واحترامي لذاتي،

اليوم بسترجع حقي بالإحساس بالامان، و حقي كون حرة إختار وين بده روح، ساعة اللي بدي، لابسة شو ما بدي بلا ما اتعرض لأي نوع من التعدي أو التحرش الجنسي،

اليوم برفض كل موقف بيعتمد عالتمييز العنصري، الجنسي، والهوموفوبيا، واللي بيسمح لهيك تصرفات وبطبّعن بالمجتمع،

اليوم بدي قول وبوضوح إنو التحرّش الجنسي مش طبيعي ومش بريء، هيدا عنف،

اليوم نازلة على الطريق تا قول إنو ما حدا رح يحددلي خياراتي، أنا بقرر شو بلبس، وين بروح، وأية ساعة، وما راح حس بالذنب لو شو ما صار،

اليوم بصرخ وبقول، التحرش الجنسي ما رح يكون مقبول لا مني، لا من المجتمع ولا من القانون.

*كتبت هذه المقالة بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 آذار الفائت، الذي احتفلت فيه “المجموعة النسوية” في لبنان بمسيرة ليلية على كورنيش عين المريسة تحت عنوان “استرجعي الليل”.