بدي كون تونس، بدي كون مصر

فيني قول انو ما عندي وقت، وفيني قول اني كتير مشغولة، وفيني قول كتير اشيا، وهني فعلا أسباب صحيحة. وفيني غيب كتير، وما اجي، وضل على طول رايحة.

بس أنا بعرف، مع حالي، انو في سبب أعمق من هيك.

في سبب ما عم يخليني احضر اجتماعات، ولا انزل تظاهرات، ولا احمل يافطة لاسقاط النظام الطائفي، ولا اكتب. في سبب، جواتو أسباب كتير.

فيني قول لحالي، انو لازم كون صريحة. واني تعبانة، وحاسة بالغبن، واليأس، والعزلة والخيبة. مش غلط، قول لحالي الحقيقة. مش غلط قول، انو بكل ايماني بالثورات وزمن الثورات، والقدرة على التغيير، أصابني اليأس. ما بعرف ليش، ما بعرف اذا مني، أو من اشيا أكبر مني، أو من أخطائي، أو من أخطاء غيري.

ما بعرف، اذا السبب هو انو اطلعت حولي لقيت الاشيا مطرح ما هي، رغم كل شي آمننا فيه وقلناه وحلمناه وبكينا عليه. وأنا اللي أجمل شي فيني ، بنظر حالي، هو ايماني بالتغيير، وقدرتي على استخراج القوة من الضعف، فجأة لقيت حالي ضعيفة وعاجزة.

في كتير قبلي حسوا هالشي، وقطعوه، ورجعوا لحالهن، أو ما رجعوا. وأنا، ما بعرف اذا رح ارجع. ما بعرف اذا في شي رح يحمسني ارجع. انا آمنت لأن شفت حواليي ناس أقوياء، وتحديدا، نساء قويات. ويا ريت فيني ارجع شوفهن هيك، تا ارجع آمن. ما بعرف أياه أصعب، اخسر ثورتي، أو اخسر نظرتي بالأشخاص، وايماني فيهن.

مش غلط قلك، انك أخدتي كتير طاقة معك وفليتي. بطل عندي طاقة ولا قدرة على التغيير، ايه، هلقد كنت ضعيفة ومش حاسة. بطل عندي رغبة اقنع حالي بشي، أو انزل أعمل اعتصام مفتوح تا يبطلوا يقولولي حرمة. ايه، هلقد بطلت أنا بعد ما فليتي، هلقد حبيتك وبحبك، وهلقد فاقدتك. حاسة بدي اركض لعندك ورجعك، بلكي بترجعلي حالي. أنا اللي خليتك لدقيقة تؤمني بقضيتي، فقدت انا قضيتي.

حاسة بدي اتخبى بمكتبي، أو ورا فنجان قهوتي، أو بفرشتي، أو جوات حدا تاني. بس ما بدي اتخبى بالقضية. أي قضية؟ من وين منبلش؟ أنا مرا ما عارفة من وين بلش، بعد ما كانت الاشيا كتير واضحة قدامي، الخطة والحلول كانوا واضحين قدامي، لأن كان في غضب وايمان كبير بداخلي. عنجد، عم جرب اعرف ليش، بيطلع معي اجابات كتيرة، بس لأني صادقة مع نفسي، ما بلقي اللوم على حدا ولا على غيري، قبل ما فكر بعمق بأسباب هالفقدان للشعور.

عم بقرا كتير هالأيام، عم فكر كتير، عم اشرب بيرة، عم بكتب، وما عم بنشر. كتير. عم بكبر يمكن؟ ما بدي اكبر. بدي أعمل ثورة، اذا بتوعديني ضل زغيرة، رح أعمل ثورة. بتعرفي قديش بخاف من العمر.

بدي ارجع شوفك وشوفك وشوفك انتي وانتي وانتي متل ما كنت شوفكن، بس ما عم بقدر. بدي ارجع احكيكن متل ما كنت احكيكن بس ما عم بقدر. بدي اعبطكن وقلكن انو في جواتي ايمان كبير فيكن واحدة واحدة، بس كمان في ضعف بركبي وبكتافي وبايديي، عم يمنعني عن هالشي. في خيبة أمل، والخيبة بتشل. فيه أمل؟

مش زعلانة انا، ولا آخدة موقف، ولا آخد على خاطري، بقدر ما أنا ضعيفة. وما في شي عم يرجعلي قوتي بهاللحظات.

عم واجه الحقيقة يمكن؟ ما بدي واجهها، بدي ضل متل قبل، عم شوف لقدام، لقدام كتير، بعد ما تكون الثورة نجحت. بدي كون تونس، بدي كون مصر، بدي كون انتفاضة فلسطين. بدي كون انتي، بدي تكوني أنا، بدي نكون. بدي اكتب كتير، بدي تقريني، بدي اقراكي، بدي ننزل مظاهرة. بدي تضحكيلي، بدي تشكيلي، بدي تتخانقي معي، بدي تسألي كيفني، بدي تعزميني على كاس، ونتخانق عالفاتورة. بدي آكل أرمني معك، وقلك “باتشيغ دو”. بدي آخدك مشوار على جنينة الصنايع، بدي احكيكي بالجمع. اذا بتنزلي معي مظاهرة وبتمسكيلي ايدي، بوعدك أعمل ثورة.

قوليلي انك هون، قوليلي كلمة حلوة، بلكي برجع صدق انو في اشيا حلوة. قوليلي انو “فينا”. ما بدي أكثر، قوليلي “ايه، في أمل”. ما بدي أكتر. صدقيني، الأهرامات بلشوا من نقطة رمل.

بس أنا مش أنا هلق، اعطيني شوية وقت بس، اذا أنا ما جيت لعندك، تعي انتي لعندي. اذا بتجي لعندي، بوعدك، أعمل ثورة.