تحذير: هذا المقال عن “الخادم” مش عن الأمير

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (5 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

885 views

حكم عشرين سنة بالسجن. الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود حكم عليه من قبل القضاء البريطاني لإقدامه على قتل خادمه بندر عبد العزيز. هيدا الموضوع اللّي شاغل الشعب المثلي والشعب العربي والشعب العربي المثلي. بس شو شوائب التغطية الغربية للحدث؟ شو شوائب التغطية العربية؟ مين بيكون بندر؟ شو اللّي لفت الإنتباه بهالقضية؟ شو اللّي كان لازم يلفت الإنتباه؟ ووين المأساة الحقيقية؟

أوّلاً خلّينا نأكّد إنّو هيدي القصة عندا كل مقوّمات النجاح ضمن الإطار المرتكز على الغريزة بسوق المعرفة الإستهلاكي العالمي. بالنهاية شو في موضوع جذّاب أكثر من أمير سعودي مسلم شاذ بيقتل صاحبه الشّاذ، لأنّو عنيف وسكسي ودقنه أسكس؟

إنتو بس فكروا بقصص الألف ليلة وليلة، ومن بين هالليالي في اللّيلة اللّي بينغرم فيها السلطان بالغلام وبليلة من الشغف والتعضعض بيقتله، ليش؟ ما بعرف، بركي لأن الغلام ما أشبع رغباته الجنسية كفاية ولّا لأن الغلام، بدلعه النسائي رفض يعترف لأيّ درجة هوّي متيّم بسيّده الألترا رجولي. فكّروا بريحة المُر والبخّور والحشيش، فكّروا بالجنس اللّي ما إله عواقب وما فيه ضرورة لمراعاة مشاعر البوتوم/الغلام، ما في ضرورة لترجمة مشاعر ولا لفتح قلوب، ما في إلّا لذّات من دون حواجز، من دون حدود.

أمّا  لزبائننا كارهي العرب/المسلمين، ففيكن كمان تفكروا كيف هالقضية بتبرهن وجهة نظر الغرب عن العالم الإسلامي الإجرامي القامع لنسائه و”أشباه نسائه”.

أوكي من بعد ما أشبعنا الغرائر التنميطية، رجعوا معنا عالأرض، العبودية الجنسية مش سكسي، جمالها التاريخي ما بيتعدّى كونه نتيجة الزاوية اللّي منشوف منّا، زاوية المستعبِد بالوقت اللّي زاوية المستعبَدين بتضمحّل مع إختفاءهن القسري أو الطبيعي. بالنهاية العبد ما بيأرّخ، العبد بيرضي السيد تهالسيد يقدر يأرّخ تاريخه.

المأساة بهالقضية مش مصير الأمير، مش المثلية المأساوية، المأساة هون هيّي وفاة بندر. المأساة هيّي حياة هالإنسان اللّي اقتصر جزء كبير منّها على الظلم والقهر والعنف. كم مقال قريتوه عن بندر؟ شو بتعرفوا عن بندر؟ بالنهاية حياة بندر كانت أداة لخدمة العيلة المالكة، ومقتله كان أداة لبرهنة همجية العرب وبالتالي بيع المقالات. برأيكن، مش هيدي هيّي المأساة بحد ذاتها؟

وهون خلّونا نخصص لحظة من حياتنا تنتعرّف على بندر أكتر شوي (مرجع). بندر يتيم، مجهول الأهل، أفريقي الأصل والمظهر. ربي بميتم والتحق فيما بعد ببيت الأمير لخدمتهن. بداية حياة متواضعة، وَصَمِت وختمت مصيره من الأوّل. عاش بندر ٣٤ سنة، قضى معظمهن بخدمة العيلة المالكة إلى أن مات بخدمتها. وفقاً لتقارير الشرطة البريطانية، ليلة الجريمة ما كان العنف بالنسبة لبندر شي جديد، فيديو من مصعد الفندق بيفرجينا كيف تهجّم عليه الأمير بشكل وحشي ومخيف، ضربه ولبطه والله أعلم كيف كان عم بيسبّه ويهينه، هيدا اللّي توثّق من العنف اللّي خضعله بندر، الله أعلم كم مرّة تعرّض لأسوأ من هيك. ليلة الجريمة، ضربه الأمير مرّة تانية وما وقّف يضربه، عضّه بوجّه على خده بعنف كان كافي لتجريح وجّه. الأمير دمّمه وخنقه.

شو عمل بندر؟ ولا شي. تحمّل العنف بصمت، يمكن كان بيصبّر حاله تيقطع القطوع ويروق الأمير. يمكن كان عم بيناشد ربّه يخلّصه. يمكن، ما منعرف. شو كان حاسس؟ هل كان خايف؟ كان موجوع؟ كان مقهور؟ هل كان بعده بيعزّه للأمير، معزّة العشرة الطويلة؟ هل سامحه عالقهر اللّي سبّبله ياه؟ هل كان يفكّر يقتل الأمير بالسر؟ هل كان ناطر فرصة تيهرب؟

ما بعرف، ما حدا بيعرف. كلنا منتعايش مع العنف بشكل مختلف، بحسب إختلاف تاريخنا وشخصيّاتنا. لمّا كنت أنا بعلاقات وأوضاع خطيرة أو إستغلالية (أصدقاء أو ناس حبّيتن أو ناس غرب) كنت إكرهن، كنت فكّر كيف بدّي إحمي حالي بهيدي اللحظة بأقل ضرر، حتّى إذا كان هالشي بيعني إنّي رح اضطر أعملّن اللّي بدّن ياه، وفكّر كيف بدّي إطلع من الوضع بأقل ضرر لنفسي وللناس اللّي بحبّن. يمكن هيدا اللّي كان بندر مخطّطله، بس كيف كان ممكن بندر يطلع من هالوضع؟ ما بعرف.

يمكن كان عم بيفكّر يهرب ويلتجئ للشرطة. بس كيف؟ الفيزا عبريطانيا أخدها لأنّه “خادم الأمير”، شو كان صار لو هرب وبعدين رجع ترحّل عالسعودية؟ يمكن كان بيتأمّل إنّو اللّي شايفين مأساته يساعدوه بشي طريقة؟ بفتكر الشريط اللّي تباهى فيه الفندق كان دليل كافي على إنّو، إن ببلاد التخلف ولّا ببلاد الحضارية الظاهرية، إذا اللّي عم بيعنّفك كبير كتير ومريّش كتير، في إحتمال كبير إنّو غيرك يبرموا ضهرن ويقولوا “مش مشكلتي”.

ومتى حسّينا بالعجز اللّي اضطرّ بندر يعيش حياته كلّا فيه، خلّينا نعيد قراءة بعض المقالات اللّي انكتبت عن الموضوع:

بريطانيا تدينُ حفيدَ ملك السعودية بالسجنِ مدى الحياة..لقتلهِ “عشيقه” في فندق فاخر ‪(http://www.doualia.com/2010/10/20/un-prince-saoudien-condamne-pour-le-meurtre-de-son-amant/)

جريمة وحشية على فراش أمير سعودي في لندن ‪(http://www.elfagr.org/Portal_NewsDetails.aspx?nwsId=3527&secid=53)

Gay Saudi prince killed lover servant during ‘ferocious’ attack in London hotel, court hear

http://www.dailyrecord.co.uk/news/uk-world-news/2010/10/05/gay-saudi-prince-killed-lover-servant-in-ferocious-attack-court-hears-86908-22610809

Saudi prince killed servant, London court told ‪(http://blog.cytalk.com/2010/10/saudi-prince/)

وهلّق حسّوا معي:

- لاحظوا هون غياب أي مقال جدّي كتب باللغة العربية عن معظم الجرائد العربية الأساسية (الأخبار، دار الحياة، الجزيرة، العربية)

- لاحظوا الحديث عن كون بندر “عشيق” أو “حبيب” الأمير:

للحب والعشق أحكام يا إخوان وأخوات، عند الإكراه ينتفي الحب، هيدي إن كانت الضحية رجل أم إمرأة

- كل اللّي التقوا بالأمير أكّدوا وشدّدوا إوّلاً إنّن “حسّوا” إنّو الأمير مثلي، وثانياً قدّيش الأمير لطيف وحساس وجنتل-مان:

السؤال اللّي بيحز بقلبي هوّي كيف إنّو ولا واحد من الناس اللّي تعرّفوا عالأمير فكّر إنّو كان ممكن يكونوا هنّي ضحية الأمير بدل بندر. يمكن لأنّن فاهمين موازين القوى اللّي استغلها الأمير. أو يمكن لأن هيك إشيا قبيحة ما بتصير بالدول الحضارية وبالتالي مش ممكن تصير معن هنّي، ما بعرف.

- إن كان القاضي يمّا الإعلام العالمي، كتير نشغلوا بـ”طبيعة” العلاقة اللّي كانت تربط الأمير بمساعده:

القضاء والشرطة مصرّين إنّو الأمير كان يستغل بندر جنسياً وإنّو الأمير مثلي عالأكيد. الأمير من ناحية تانية كان مصر إنّو علاقته ببندر كانت أخويّة ندّية (وهون السؤال اللّي بيطرح نفسه هوّي عن عدد الإخوة والأنداد اللّي ضاربن الأمير للموت) وإنّو هوّي كتير سوي/غيري (أمّا السؤال هون فهو ليش إذاً طلب غياب الجمهور بحجة معاقبة المثلية بالإعدام بالسعودية). أنا صراحة بفهم ليش ممكن الأمير ينكر ويستنكر الإتهام بالمثلية.

بالنهاية القتل الهمجي بيطلعله بكم قرن بالسجون البريطانية، ومين بيعرف يمكن الوسايط السعودية تقضي الحاجة ويطلع قريباً. ممارسة الجنس مع عبد ومجاهرة بالرذيلة (يلّي ممكن تنطبق على شهادته بالمحكمة) لمّا تكون إنتَ أمير وحفيد الملك السعودي… مش مضمون أبداً شو ممكن تكون النتيجة. وأنا صراحة بدّي شوف الأمير مسجون ومعاقب على الجريمة اللّي ارتكبها ومش على الهوية المفترضة أو الواقعية تبعه.

بس اللّي ما بفهمه هوّي إصرار القاضي والشرطة على مثلية الأمير. شو فارقة معُن؟ شو بتأثّر عالقضية المبنية ضدّه؟ الإحتمالات الوحيدة اللّي ممكن فكّر فيهُن هنّي إمّا المنكية عالعرب والعيلة المالكة بما إنّو العرب مشهورين بالدفاع عن النمطية الجندرية وشو بيقرفوا من المثلية وبيصرّوا إنّها رذيلة مستوردة.  أو يمكن لأنّو عم بيجرّبوا يضيفوا طبقة من الخناسة على فظاعة القتل، لأنّو القتل مش جريمة بشعة كفاية يعني. متل كأنّو بضمائرهن، ميول الأمير بيحمل حكم أخلاقي/قضائي، بالرغم من مفعول الحركة المثلية ببريطانيا.

كمان ما بعرف، بس شو ما كان أنا شخصيّاً برفض هالتلهّي عن فحوى القضية: طبقية وعنصرية وعنف. بندر مات لأنّو فقير، بندر مات لأنّو أفريقي الملامح، والمجتمع خذل بندر للمرّة المليون وكتار متله للمرّة المليون.

المزيد من القراءات المضحكة المبكية:

Justice, even for princes http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2010/oct/20/saudi-prince-murder-justice


Ghoulama
Ghoulama was born in the final years of the Lebanese Civil War to a family that never had money and never had a home. She’s been a proud shezze since 2008. She lets out the little creativity she has in writing and drawing. She loves her country, family, lappies, friends, as well as technology, language, science and feminism. For Bekhsoos she writes in Lebanese because that’s the only way for all her Lebanese anger and passion to come out dressed in words. Her dream is to go back home one day.

Leave a Reply