لا حياء في… اللغة
870 viewsما بعرف ليش في كتير منا بيحسو إنو لما بدن يكتبوا عن شي إلو علاقة بالجنس، الميول الجنسية، أو حتى الجسد بالمطلق، بيلاقوا إنو ما بيقدروا يعبروا عن أفكارهن ومشاعرهن بالعربي بينما بيرتاحوا أكتر بلغة ثانية مثل الانكليزي او الفرنسي… وأنا لاحظت هيدا الشي بالمجتمعات يلي فيها تعدد لغات ( يعني bi- or tri-lingualism ) مثل لبنان، بينما بمجتمعات اخرى حيث اللغة العربية هي الأكثر تداولاً، يبدو إنو البعض فيها بيفضل ما يكتب بالمرة…
أنا بشك إنو تكون المشكلة هي باللغة بحد ذاتها. بتصور إنو مشكلتنا هي مع كل ما تحمله هذه اللغة من ملحقات ثقافية ترتبط بالعادات والتقاليد إجمالاً وبالدين بشكل خاص. يعني أنا عم قول هيك لأنو بلاحظ إنو عرب الجاهلية ما كان عندهن مشكلة مع اللغة، ما كان عندن هالانفصام اللغوي ما بين اللغة اللي بيعبّروا فيها عن مشاعرهن ورغباتهن بمقابل لغتهن المتداولة. صحيح إنو حتى بعد الاسلام، ضل في ناس تستعمل العربية بنفس الشكل بس يمكن صار المتعارف عن العربية أنها لغة القرآن الكريم، وبالتالي صارت العربية مرتبطة بالإسلام وكل ما يحمله الإسلام من تعاليم تدعو لتهذيب الرغبات والشهوات وحصر الجنس ومقدماته وتوابعه في إطار العلاقات الزوجية فقط لا غير. من هون بتصور إنو أصبح كل جنس أو حتى كلام عما يرتبط بالجنس من جسد ومشاعر خارج عن إطار الزوجية مرتبط بالمحرمات… ويمكن مشان هيك ما منلاقي حداً بيستعمل العربية للتعبير عن الجنس و ملحقاته بشكل يومي إلا بالمسبات او بترجمة الأفلام الأجنبية (حتى بالترجمة ما بيستعملوا الكلمات بشكل دقيق على أساس انها كلمات “بتخدش الحياء”).
بالمقابل، تعلمنا الإنكليزية والفرنسية وتعرفنا على الثورة الجنسية من خلال هذه اللغات. فارتبطت هيدي اللغات بمفهوم التحرر وكسر التابوهات بشكل عام. ومن هون، وصلنا لمرحلة إنو فينا نكتب أو حتى نقول كلمة “vagina” بشكل تلقائي، بينما منفكر مئة مرة قبل ما نقول كلمة “فرج”. وكتير سهل إنو نحكي عن “sex” حتى بالأماكن العامة ومن حس إنو منبيّن منفتحي الذهن (يعني أوبن مايندد) بينما منطّلّع يمين وشمال إذا حدا عم يسمعنا قبل ما نقول كلمة “جنس” (هيدا إذا قلناها من الأساس) ومن حس حالنا عم نقول شي عيب!
هلق منوصل للنتيجة ويللي هي واقعنا الحالي يللي فينا نوصفه بالإنفصام! ذهنياَ، قسم كبير منا تحرر أو بلش يتحرر من الكبت وصار يقدر يعترف بإنسانيته وبالتالي بمشاعره وغرائزه. بس كيف منعبّر عن هيدا الفكر؟ عم نضطر نستورد لغة ثانية أو ثالثة حتى نتهرب من الاحراج، الاحراج أمام أنفسنا قبل المجتمع. فإذاَ المشكلة ليست لا باللغة العربية ولا بالتحرر الفكري، بل هي في عدم ارتياحنا مع هذا التحرر بمجتمعنا… يعني بقصد قول إنو ما زال هذا التحرر مستورداً و دخيلاً علينا، لم نهضمه ولا اعدنا إنتاجه بأنفسنا، فبقي غريباً عنا وكأنه مفهوم اكزوتيكي تبناه البعض تشبهاَ بالغرب… أعتقد أنه علينا أن نجد مفهومنا الخاص للتحرر، ولو كان متأثراً بشكل كبير بالمفهوم الغربي، وأن ننتجه مستعملين لغتنا وأن نكتب ونكتب ونكتب كي نكسر القيود التي كبلنا لغتنا بها وحتى نوصل لمرحلة ما نحس حالنا غلط إذا حكينا بالعربي عن جسمنا.
Leave a Reply