!بَكارِة مين والناس نايمين؟

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (10 votes, average: 4.90 out of 5)
Loading ... Loading ...

2,078 views

بتذكر لما كنت صغيرة كنت بحب أركب على البسكليت كتير، وكان في الي صديقات اللي كانوا بحبوا يركبوا كمان بس ما كانوا يقدروا، لأنه أهاليهن ما كانوا يسمحوا والسبب كان “لأنه مش منيح البنات يركبوا على البسكليت، عشان مش منيح الها لما تتزوج”.

ولا مرّة كنت أفهم هذا السبب وولا مرّة اهتميت اني افهمه لأنه المهم اني انا كان مسموحلي أركب. بس لما صرت بالصف السابع كنت أنا الوحيده من بين البنات اللي بتركب على البسكليت لحد ما فجأة صاروا أهلي يمنعوني، يقولوا لا تركبيش. طيب ليش..شو صار؟ كانوا يقولوا انه خلص كبرتِ وكمان البسكليت مش منيح للبنات. كيف فجأه صار مش منيح بعرفش. صعب أعبر قديش كنت أكره هذا الممنوع، لأني كنت أعشق البسكليت، واللي كان يقهرني انه السبب مش مقنع كفايه وكمان مش مفهوم.

طيب أنا لليوم بعدني بحس اني طفله، فكيف لما كان عمري 13 سنة؟! بس بعدين فهمت انه كبرت، يعني صارت تيجيني العادة الشهرية، وفهمت من صديقاتي طبعا أنه مش منيح للبنات عشان الوحده ممكن “تِنفتح” لو ركبت على البسكليت. وياللا يا بنت اسا افهمي شو يعني “بتنفتح”.

بس بعد مفاوضات مع صاحباتي اللي مستحيات يحكوا، واللي فاهمات ومش فاهمات، فهمت انه في غشاء بكارة اللي لازم ينفتح بس لما الوحدة بتتزوج. وكمان انه هذا اللي بِنَزل دم لما الوحدة تتزوج، وقصص اللي ما وحده فاهمتها من صاحباتي بس المهم انها اشياء عيب نحكي عنها. طبعا! مش مجتمعنا مستواه أعلى من انه يحكي بهيك مواضيع عيب، بس مش عيب انه الوحده تتزوج وبعدها مش فاهمه شو القصة!

بعد هيك البسكليت خرب وما حدا قبل يصلحلي اياه، ومن وقتها ما ركبت على البسكليت لسنين، بس لما ابن اختي صار يركب بسكليت صرت أركب على بسكليته بالسرقة. بتذكر لما كنت أمارس العادة السرية اللي بلشت أمارسها من جيل صغير، كنت أمارسها من فوق الأواعي، لأنه كان عيب وممنوع أو بعرفش ليش كنت أخاف أني ألامس جسمي.

معقول لأني كنت أعرف انه الاشي من أصله ممنوع عشان كنت أعمله بالسر وأتخيل لقطات البوس اللي كانت تيجي على التلفزيون وكانوا اخواتي يغيروا عنها وأبوي يلعن التلفزيون اذا شاف هاي اللقطات، فكنت أحاول يعني انه ما أزودهاش. ولما صرت أعرف عن غشاء البكارة صرت ألامس جسمي بس أحرص على انه ما أفوتش ايدي على محل، كنت أخاف “أفتح” حالي وتصير مصيبة.

حتى لما صار عمري عشرين سنة كنت أتحايد أني أدخل أصبعي، مع اني كنت صرت أوعى وبعرف عن هاي المواضيع من الكتب، وكنت واصله تقريبا لقناعة انه قصة غشاء البكارة والدم هو بس تخَلُّف مش أكتر، ورغم من اني كنت عارفه حالي مثلية، كنت أفكر انه ممكن أتزوج لأي سبب وبديش أعمل لحالي مشاكل بغنى عنها. بعدها كبرت بسنة وكنت لأول مرّة بعلاقة جنسية كاملة مع بنت، وقررت اني فعلاً مستغنية عن تخلّف مجتمعي وبكارة أهلي، بما أنه نقطتين الدم هدول هنّي اللي بحددوا سمعتهن.

بتذكر كيف تشجعت وقلتلها “فوتي”! وقتها سألتني، أكيد؟ قلتلها “اه”. سألتني “انت جربت من قبل؟”، قلت “اه”، لأني كنت مجربة شوي كم مرة من قبل، بس ولا مرة شفت دم. ولما هي بلَّشَت تفوت شوي شوي، انا استنيت الدم، لكن ولفرحتي الكبيرة بِنَفسي ما نزل دم! طيب ليش؟ ووين الدم؟ صراحة لليوم ما بعرف، لأني بعد هاي المرّة كمان استنيته أكم مرّة بس ولا مرّة طّلّ.

شو القصة؟ ما بعرف! هل أنا خلقت من دون غشاء بكارة من أصله؟ أو أنا أزلته ونزل شوية دم وما انتبهت؟ أو أزلته وما نزل دم؟ ما بعرف. ساعات بفكر أنه لو كنت تزوجت شو كان صار بحالي؟ وبأي فضيحة بدي أنزَف! حتى لو “الغَلَط كان بالتصنيع”، يعني خلقت من غير بكارة، مين اللي راح يصدقني بالمجتمع؟

لكن صراحه، الاحساس انه ما كان عندي غشاء، ولو كان انا اللي أزلته، بحسسني بالفخر لأنه بحس انه الاشي خاص فيِّ وملكي أنا مش لمجتمعي ولا لأهلي ولا “لزوجي”، هذا الِي، وانا اللي حرّه كيف أتعامل معه.

اليوم أنا بفكرش بحالي، بس بشفق على البنات اللي انحرموا ركوب البسكليت وحافظوا 20 سنة على “بكارتهن”، علشان بالاخر يطلع ما عندهن بكارة، أو بكارتهن مطاطة أو لأي سبب ما نزل دم لما زوجها كان يثبت فُحولته، وضاعت حياتهن من بعد هالمصيبة عشان ما بَيَّن هاللون الأحمر على الشرشف الأبيض! بس طبعا هذا العار ما بغسله غير الدم!

وهيك يا بتموت البنت، يا بتخرب حياتها كلها وحياة أهلها وخواتها اللي راح تلتعن حياتهن من بعدها، وتكون لا تهَّنَت البنت بركوب البسكليت ولا تهنت بركوب زوجها، قصدي حياتها الزوجية، ولا المش زوجية. والكل أكل هوا، عشان شو… عشان هوا التخلف اللي بهز مجتمعنا!

بقلم زوي – عضوة في مجموعة “أصوات”

Guest Contributor

Leave a Reply