قديش… في ناس

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 4.17 out of 5)
Loading ... Loading ...

706 views


في أكتر من  ٦ مليارات شخص بالعالم، منهن كم مليون بلبنان، وكم ألف بيترددوا على نفس المناطق اللي منروح عليها، وبضع المئات من معارفنا، والعشرات من أصحابنا بالإضافة للمقربين اللي بينعدوا على الأصابع. كيف منستوعب هيدا الكم من الناس وشو هوي تأثيرهن علينا؟

تا ناخد بعين الاعتبار تجربة المشاهدة الصامتة بأحد قهاوي العاصمة. أنا كتير برتاح مع نفسي لما إقعد وحدي بالكافيه وما إحكي مع حدا، ماكسيموم بغنج الكلب اللي ع الطاولة اللي حدي. بس بحب إقعد وراقب الناس. في شاب دايماً بشوفو، بحس بشعور غريب تجاهو. هل هوي ما يسمى بالإعجاب؟ دايماً بيلبس قبوعة. إذا هي نفسها كل مرة، ما بعرف. بس اللي أكيدة منو إنو هيدا الشي جذبني لإلو، وذكرني بإنديانا جونز، ورجعني لإيام ما كنت زغيرة وإتخايل إنو أنا إنديانا جونز.  وهل إعجابي لإلو كان بسبب إنو إنعجبت بمجرد شاب “ستيلو”  مهضوم، أو وجدت في “الفانتازم” للي كنت إحلم فيها أنا وزغيرة، وبالتالي إنعجبت بالشاب يللي كان ممكن يكون أنا؟ قولكن هيدا الشاب فعلاً عايشها ومفكر حالو إنديانا جونز؟ ما انتبهت إذا معو الشنطة الزغيرة عا خصرو! هل هوي عم بحاول يعبر عن شخصية متمردة من خلال القبوعة؟

أما على صعيد آخر، في مدام كبيرة شوي بالعمر وين ما بتروح بكون معها إبنها للي عمرو تقريباً بالأربعينات. ما بدنا نحكم على شكلها، بس تصرفاتها بتوحي إنها شوي متسلطة، وهيدا الشي استنتجتو بعد ما شفتها كذا مرة عم تعيط عا إبنها ودايماً بتخلي يمشي وراها. بزعل عليه وبيطلع عبالي قللو إنو موديل الشوارب هيدا بطل من ١٩٧٩، بس عيب، هوي حر. ما كتير حر صراحة، بحسب اللي شفتو. من شو بتخاف هاي المدام حتى ملقطة بإبنها لهالدرجة؟ هل هي وحيدة وما عندها غيرو؟ زوجها مات بالحرب؟ بسكتة قلبية؟ تركها وطفش؟ والإبن ولا مرة شفتو عم يضحك. دايماً عابس وأمرار شعرو بيكون مزيت. أيمتا رح ينتفض عا إمو؟ معقول ناطرها تا تموت تا يرتاح؟ هل المدام بتفكر مثلاً إنو إبنها بأمان طالما هوي معها وهي بتهتم بتفاصيل حياتو؟ هل الناس بتصدق إنو هيدي علاقة طبيعية بين إم وإبنها؟ هل الصورة اللي منجرب نعكسها دايماً بتوصل بالمعنى اللي قصدنا نوصلها في؟

إذا أخدتها عا حالي، أنا إنسانة نكتجية وبحب آخد الحياة à la légère، أو هيك ببين. بطرح السؤال عا نفسي إذا هيدا الشي مظبوط فعلياً. أكيد في شي منو لإنو ماني بارعة بالتمثيل وماني مشخصة بإنفصام بالشخصية (عم نحكي طبياً وسريرياً، بغض النظر عن الرأي الشخصي تبع بعض العالم غير المختصين بمجال الطب وعلم النفس) بس في لحظات بحس فيها إنو العلبة اللي عايشة فيها عم تزغر وفي حدا عم بشد عا رقبتي وما عم يفلت، وبحس إنو رح إنهار ولازم إنتحر، بس بخلي الضحكة عا وجي، وبسلم ع الجيران وباخد قهوة مع أصحابي، وبرجع بشوف الشاب مع إمو وبزعل عليه، وبرمي لإنديانا جونز نظرة غامضة ما بيفهم إذا هي نظرة للتقرب أو نظرة حشورة، أساساً أنا ماني فهمانة. والعلبة اللي بتزغر مصيرها تتكسر وبرجع بشد عا حالي وبغنج الكلب اللي ع الطاولة اللي حدي.

قديش منفكر بالناس الأغراب والأصحاب اللي بحيطونا؟ قديش منفكر إنو منعرفهن وقديش هني بيفكرو إنو بيعرفو حالهن؟ وقديش ردات الفعل اللي منعملها على أفعال هالناس بتأثر علينا وعليهن؟ أسئلة كتيرة، وفي بعد أكتر بحاجة لأكتر من فنجان قهوة تا نرد عليها.

phoenix
Phoenix is a self-centered and sarcastic soul incarnated, perhaps by accident, in the bodi of a woman. As a writer with a temper, she replaces her "y's with an annoying “i” for aesthetical purposes and lives to crack a joke, at the expense of others. Her paranoid nature makes her sensitive to plants, animals and people. Ironicalli, after making fun of the Meem lesbians for years, she found a warm home there and is now renowned as its veri own emotional pest. She enjoys reading the paper with a hot cup of black tea while nude, more often than not.

Leave a Reply