أنا شاذة

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (17 votes, average: 4.94 out of 5)
Loading ... Loading ...

3,287 views

اليوم الصبح وعيت، واكتشفت انو أنا فعلا، عنجد يعني وبلا أي مبالغة، كتير كتير شاذة. (ملاحظة: الشذوذ في اللغة العربية يعني “الانفراد عن الجماعة أو مخالفتها – الخروجُ عن القاعدة ومخالفة القياس” بحسب القاموس المحيط).

ليش أنا شاذة؟؟ رح قلكن:

أنا شاذة لأني مش طائفية، وبطالب بالعلمانية بمجتمع بعدو نصو الأول بيخاف من نصو التاني، ونصو التاني ما بيعرف شي عن نصو الأول إلا الخرافات والأساطير المزروعة من قرون بأذهانن بدون أي مبرر أو سبب منطقي، تا تولّعلنا حرب طائفية تحرق الأخضر والأبيض واليابس.

أنا شاذة لأن ما بشوف المسيحي مغنج، والسني بخيل، والشيعي جاهل، والدرزي مجرم.

أنا شاذة لأني ضد الطبقية، وما بؤمن انو طبيعي 5 % من اللبنانيين يمتلكوا 90% من ثروات هالبلد، ويعمروا قصور وياكلوا بمطاعم فاتورة الليلة فيها 1000$ ويسافروا ويشتروا تياب بآلاف الدولارات وأغلى سيارات وأجدد تلفونات، بوقت في ناس عم تفتش ع سندويشة لبنة معفنة بالزبالة تا تطعمي ولادها.

أنا شاذة لأني أؤمن انو وطني لبنان من أكثر بلدان العالم تخلفا ع كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية، بوقت هالمجتمع مصر انو لبنان “سويسرا الشرق” و”باريس الشرق الأوسط”. (ما فهمت كيف، انو قلعة بعلبك نسخة طبق الأصل عن برج ايفل يعني؟).

أنا شاذة لأني ما بقبل كون مرا ع “ستايل” “المرا اللبنانية” متل ما المجتمع بدو ياها تكون: صدرها 20 كيلو، شفافها 30 كيلو، مكياجها 40 كيلو، شعرها أصفر، وزنها 15 كيلو، كعبها 50 سنتيمتر، وكل مصرياتها بيروحو ع “الشوبينغ” وعمليات التجميل والتنحيف والقص والتكبير والتلصيق والشفط.

أنا شاذة لأن مرتاحة مع جسمي ووجهي متل ما هني، وبحب حالي متل ما أنا، بمجتمع بيتوقع مني عيش ع فتفوتة خبز وكباية مي، وقضي حوالي 48 ساعة بالأسبوع قدام المراية عم زبط شكلي، والوقت الباقي عم جيب في تياب “ما ينصحوني”.

أنا شاذة لأني بفضل اقرا كتاب، أو اسمع فيروز وعبد الوهاب وأم كلثوم، ع اني احضر تلفزيون سخييييييف، وفيديو كليبات وأغاني أقل ما يقال فيها انها ضد كل شي طبيعي بالحياة.

أنا شاذة لأني بؤمن بالله ع طريقتي، الله الحب والحب والحب، مش الكره والخوف والذنب والحريق والغريق والتهديد. الله عندي نحب قد ما فينا، مين ما كان، وشو ما كان. الله اللي ما بيفرض علي شكل معين وجندر معين، وطريقة معينة للعيش والحب وممارسة الجنس.

أنا شاذة لأنو أكتر من نص أصحابي مثليين ومثليات ومتحولين ومتحولات الجنس، وبحب وقتي معهن أكتر بكتير من وقتي مع غير ناس.

أنا شاذة لأنو بؤمن انو من حقي اتمتع بالجنس من دون أي ذنب أو خوف أو عذاب ضمير أو محرمات (ملاحظة: نشجع الجنس الآمن). من حقي نام مع مين ما بدي، كيف ما بدي، واستخدم شو ما بدي وقت ما بدي (ملاحظة: نكافح الاغتصاب والتحرش بالأطفال وغير البالغين).

أنا شاذة لأني ما بسكت ع التلطيش، والتحرش، والاغتصاب، والعنف ضد المرأة والطفل، وما بعتبرها فضيحة لازم “نطمطمها”، إنما بعتبرها مواضيع أساسية وخطيرة ولازم ينحكى فيها كل يوم وكل دقيقة تا نتخلص منها. أنا شاذة لأني ذكية، وبحكي ما بسكت، بمجتمع شعاره “Sois belle et vote” (أي النسخة المعدلة من “كوني جميلة واصمتي” لضرورات انتخابية بحتة).

أنا شاذة لأني بعتبر جسدي ملكي، وحرة اتصرف فيه كيف ما بدي، وحس بالنشوة، أو ما حس فيها، بمجتمع بيقفل ع جسم المرأة بالقفل وبيعبد “عذريتها” قبل الله، لأن شرف كل رجال القبيلة معلق فيه، بينما رجال القبيلة يضاجعون الفتيات بمعدل 3 بالليلة، وكل ما زاد المعدل كل ما صار الرجل “فحل” أكثر.

أنا شاذة لأني بدي اتعلم واشتغل وعيش حياتي مستقلة، بحرية، متل ما أنا بدي ومتل ما أنا بحب حياتي تكون، بمجتمع بعدها المرأة فيه بتاكل قتلة وتعتبر أقل من الرجل، وراتبها قد نص راتب الرجل، وطموحها الوحيد (أو خيارها الوحيد) انها تتزوج وتفقس ولاد. (مع احترامي الكامل لستات البيوت والأمهات اللي بيختاروا هالشي بارادتهن الكاملة مش غصبا عنهن).

أنا شاذة لأني برفض فوضى “الجمهورية اللبنانية” (المسماة خطأ وعن سوء نية ب”النظام”): برفض الفساد المستشري، والاقطاع، والانتخابات الطائفية، والميليشيات الطائفية المسلحة، و”البيوتات السياسية” العريقة اللي صرلها 1000 سنة حاكمة هالشعب، وصرلو هالشعب 1000 سنة معتر وفقير ومستعبد وأهبل بسببها، برفض السرقة والرشاوي بالادارات العامة، برفض السفاحين يكونوا نواب ووزراء ورؤساء، برفض الفوضى الاقتصادية والادارية اللي بسببها صاروا المهاجرين قد “المواطنين” ع خمس مرات، والعاطلين عن العمل بالوطن العظيم قد العاملين ع عشر مرات.

أنا شاذة لأني برفض دستور “الجمهورية اللبنانية” يللي بعدها ريحتو طالعة انتداب فرنسي وعثماني من مية سنة، ويللي بيحرمني أعطني جنسيتي لودلاي، وبيسمح للرجال يللي اغتصبني يطلع بريء، لمجرد انو طلب ايدي تا “يصحح غلطتو”.

أنا شاذة لأني برفض كون ببلد هوي من أصغر دول العالم، وفواتير الكهربا والتلفون والبنزين والتعليم فيه هي الأعلى بالعالم. (ملاحظة: التعليم غير الزامي، بيكفي انو طلعت الأبجدية من عنا، كمان بدنا نفرض الزامية التعليم!).

أنا شاذة لأني مش عنصرية، وعندي السريلنكية والفيليبينية والهندية والحبشية والسورية والفلسطينية والأميركية والفرنسية والصينية متل بعضهن، ومتلي، بمجتمع بيغير اسم “الخادمة” وبيلبسها مريول المطبخ كل الوقت وبيقعدها بالمقعد الوراني وبيطعميها بالمطبخ، وبيسمح بضربها واهانتها. (ملاحظة: في لبنان، تنتحر خادمة كل أسبوع). أنا شاذة بمجتمع بيشوف السوري عتال، والفلسطيني ابن مخيم، والأميركي رجل الحضارة والتطور والفرنسي رمز الموضة والتحضر، واللبناني رمز “الكلاس” والتحرر والتفوق على باقي الجنسيات العربية.

أنا شاذة لأني بحب شاب من غير طائفتي، أو من غير منطقتي، أو من غير “طبقتي الاجتماعية”، وما بدي شي من العالم إلا اني كون معو ونعمل عائلة شاذة متلنا.

أنا شاذة لأني بحب بنت، وما بدي شي من العالم إلا اني كون معها ونعمل عائلة شاذة متلنا.

أنا شاذة، وبهالمجتمع وبهال”دولة”، أكيد رح ضل شاذة، وبكل فخر واعتزاز.

أنا شاذة، وانت؟


* هذا المقال مستوحى من شعار “اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية” في لبنان لعام 2010: “انا شاذ/ة”.

samira
Aphrodite likes to drive fast. Real fast. Whether behind the wheel, behind her computer, or behind a plate of a double cheeseburger, fries, and a side order of pasta salad, Aphrodite is moving 100km a minute. A journalist by training and a poet by passion, Aphrodite does not believe in suntan lotion, aspirin, or dishonesty. But she does believe in Bekhsoos. Very much.

Leave a Reply