رسالة في عينيه

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (5 votes, average: 3.40 out of 5)
Loading ... Loading ...

374 views

لن أنسى أبدا ذلك اليوم، سيظل دائما محفورا في ذاكرتي.

ففي ذلك اليوم اكتشفت أن حبي له لم يكن حب انسان لانسان بل حب انسان لاله. في ذلك اليوم، أدركت أنه لم يكن كباقي الذكور، كان مختلفا، كان رجلا. كنت أراه مميزا دائما، كان يمتلك نوعا من الشجاعة لا يمتلكها الآخرون. كانت عيناه ممتلئتان بالبريق، والابتسامة مرسومة دائما على وجهه, لكن خلف تلك الابتسامة كنت أرى وجها اخر، وجها مكللا بالدموع، وجها لا يعرف الابتسام. كان مجرد قناع يرتديه أمام زملائه، فالرجال هكذا يحبون ارتداء الأقنعة. لكنه لم يكن كباقي الرجال كان مختلفا، ولا بد من وجود سبب دفعه لارتداء ذلك القناع.

كانت نظراته الي غريبة، بل في منتهى الغرابة، كأنها تحمل رسالة ما. وعلى الرغم من ان تلك الرسالة كانت واضحة وضوح الشمس، لم أتمكن من قراءتها، ربما لم أمتلك الجرأة الكافية لقراءتها.

في ذلك اليوم، رأيته جالسا وحيدا على غير عادته، وكان يحدق بي أكثر. كانت نظراته الي أغرب من المعتاد، فيها الكثر من الكلام. باتت الرسالة في عينيه أكثر وضوحا من السابق، باتت مقروءة، أصبح باستطاعة أي شخص أن يقرأ هذه الرسالة.

اقترب نحوي فبدأت دقات قلبي تتسارع، ولم أعد أشعر بأطرافي. اقترب أكثر، فتسارعت دقات قلبي أكثر، وكان كلما اقترب تسارعت دقات قلبي أكثر فأكثر فأكثر. ظل يقترب حتى وجدته ممسكا يدي بلمسة كانت كافية لتشعرني بأنوثتي، قائلا بصوت مرتجف لكن من دون تردد: “اذا بدك أي شي أنا هون”. لم أدرك ما حدث حينها،  لم تكن الأشياء واضحة أمامي، لكني شعرت أني أحبه، ذلك الحب الذي لا ينتظر شيئا في المقابل. ذلك الحب المقدس، حب الله. في تلك اللحظة، كان هو الهي الوحيد. في تلك اللحظة كنت أريد أن اركع وأقبل قدميه، فهو الوحيد بينهم الذي تجرأ وأظهر حقيقة مشاعره تجاهي. كان موقفه في منتهى الرجولة.

لكن لا، للأسف، لا. لا أستطيع ان أحب، لم أولد لأجرب، بل ولدت لأشاهد فقط. اذ سرعان ما تذكر “قاسم” أن من حولنا مجتمع يحرم حب الرجل للمرأة، فكيف سيحلل حبنا! تراجع عن موقفه بصمت، بهدوء، من دون أن يشعر أحد، وعاد الى ما كان عليه في السابق. لم تعد الرسالة في عينيه واضحة كالسابق، لكنها ظلت دائما موجودة.

– Contributed by Nancy

Guest Contributor

Leave a Reply