المرأة الفلسطينية “اللي ما بيكسرها اشي”

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (8 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

555 views

هون عنّا ما كان في أي مظاهرات او فعاليات ليوم المرأة، على القليلة ما كان فيه شي سمعت عنو او حدا عزمني عليه… ليه؟ صح، ما أنا مش من نساء الطبقة المخمليّة اللي قضوا النهار عاملين (لغويا “عاملات”) “ريسبشن” بيحكوا عن وضع المرأه (يا حرام) و هم بياكلوا جاتوه و بيستلموا باقات الورد والزيف الاجتماعي. طيب والمسحوقات (والسحاقيات) اللي آكلهم الفقر و الظلم بكل أشكالو؟ عمرينهم…

 

كتير في أشياء ما عدت افهمها بهالبلد، بس صدف بيوم المرأة اني طلعت جولة لعند جدار الفصل العنصري مع مجموعة من النساء، و بكل محطة عالطريق كان في اشياء تذكرني… أول تذكار كان بـ” رام الله”. وقفت عند الـ ATM و كان وراي رجّال بيحكي مع واحد تاني بيقولوا :”شفتلنا هالعروس اللي قلنالك عنها؟”… كأنو عم بيحكي عن شقه او عفش مستعمل (بس اعوذ بالله ما تطلع العروس “مستعملة” بتصير مشكله بعدين وشرف العيلة بيصر على المحك). و يا عين يا ليل على يوم امرأة اللي يبدا مع هيك صورة تفيد بأنه المرأة سلعة (غير “مستعملة”) بتنشرى و بتنباع. 

بس للصورة في كتير وجوه و كتير أبعاد. هناك ب”نعلين” هالقرية اللي انبنى الجدار على أراضيها وكل يوم عم تكتب التاريخ بمقاومتها ضد الجدار، أول شخصة قابلتها كانت امرأة. فتحتلنا بابها والفقر معشش بالبيت، بس اعطتنا ميّ لنشرب وحكتلنا قصة ابنها اللي عمرو 20 سنة وصرلو 6 شهور مسجون عند الاسرائيليين بس ما في ضدو اي تهم وبعد ما نزل على المحاكمة. كل شي عملو انو كان ينزل كل جمعه بالمظاهرة ويكسر الجدار مع ابناء قريتو. كانت هالمرأة عم تحكي وهي كتير قوية كأنو ما في شي بالدنيا بيهزها.. سألت حالي كيف بعدو وضع المرأه هيك… كيف وعنّا هلقد نساء ما عاد يكسرهم اشي؟                           

كمان ما بعرف… و مشينا ووصلنا للجداراللي ما تغير فيه اشي الا انو صار أبشع و اطول… بلحظة كل شي تلخص… الجدار قدامنا، ومجتمع مريض وظالم من ورانا، والتطرف ع جنبنا، و احتلال من كل جهة. كم معركة بدنا نحارب لنوصل وين بدنا نكون؟ و من وين بدنا نبدا؟ احتلال او تطرف او مجتمع؟ 

ما في كتير مساحه للحيرة وما في كتير خيارات. الـ 3 المذكورين كلهم طرق ووسائل منظمة لتدمير الانسان. بالحقيقة والواقع حربنا ضد الاحتلال والامبريالية ما بتنفصل أبدا عن الحرب اللي لازم نخوضها داخليا في مجتمعنا لنحصل على حقوقنا وحرياتنا ونكسر كل التابوهات اللي محيطة فينا. منطقيا، كيف ممكن انو نحرر بلد لما 50% من اهلها مضطهدين و مسحوقين ومسحوقات داخليا بمجموعة عادات وتقاليد؟ و بنفس الوقت اي حرية للمرأة، قد ما كانت متحررة، لما في احتلال بيذكرها كل يوم انها مش حرة؟ و كيف ممكن تتحقق الحرية الكاملة لما في شيخ حامل عصاية و بيقولك “اضربوهن” و “الرجال قوامون على النساء”؟ 

ما في كتير خيارات، بس في قدامنا طريق طويل لنوصل وين بدنا، و رح نوصل اذا شبكنا ايدينا ووقفنا سوا… بس في كمان اشي مهم كتير لازم نعملو، اي وحدة بتيجي تقول “ظل رجال ولا ظل حيط” لازم ناخدها لعند الجدار تاخد مجدها بظلو، حتى لمّا نكسرو يوقع عليها ويكسر التخلف المزروع بعقلها.

ويللا يا نبض الضفة لا تهدأ، أعلنها ثورة لنحطم كل الجدران!

 

Contributed byTaqat Falastiniyyeh

Guest Contributor

Leave a Reply