س: سؤال ج: صراخ

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

792 views


يسألني كثيرون من غير المثليين عن علاقاتي الحميمة مع الرجال وعن الحياة المثلية. بعض الأسئلة تتكرر، وقد لاحظت أن بعضها على الرغم من سخافتها، قد تكون منطلقا لنقاش حول التركيبة الإجتماعية السائدة. سأحاول الإجابة عن بعض هذه الأسئلة، كما أدعوكم/ن لكتابة أسئلة وجهت لكم/ن أو إجابات إستهدمتموها للرد عليها.

س: لماذا يجب أن تتكلم عن حياتك الجنسية طوال الوقت؟ لماذا يجب أن تخبر كل الناس بأنك مثلي؟ هل تسمع رنا تتكلم عن حبيبها وحياتهما الجنسية طوال الوقت؟ هل تسمع طارق يتحدث عن زوجته وفراشهما الزوجي مثلك؟

ج: لا، معك حق! لا أسمعهم يتكلمون عن هذا ولا ذاك. لا أسمعهم، لأن حياتهم الجنسية وهويتهم في كل مكان من حولي حتى أنه من غير الممكن رؤية من مثلي. حياتهم الجنسية وهويتهم موجودة في الأفلام والإعلانات والأغاني وفي بيتي وبيت عمي وبيت خالتي، على طاولة العشاء وفي بيت الجارة وفي المدرسة وعلى الطريق، وحتى الحمام، وطبعاً في المطعم وفي الباص والكتب والدراسات والشعر واللوحات. لذلك، لا حاجة لهم للحديث عن أي شيء، بل على العكس، يجب أن يسكتوا لأجيال للتعويض عن إحتلالهم كل الأمكنة بهذا الشكل ولمئات السنين.

أنا أتكلم عن الموضوع طوال الوقت لأني بحاجة إلى سماعه لأتذكر وجودي وأذكركم/ن بوجودي. أنا بحاجة لأن يراني العالم أجمع، لأنني إذا لم أتكلم، الكل سيعتبر أني غير موجود أو أني مشته للجنس الآخر (لا قدر الله)!

أنا أتكلم عن الموضوع طوال الوقت لأن كل ما حولي يقول بأني غير موجود، وإذا ما ذكرت هويتي، تذكر كنكتة أو مزحة أو شتيمة لإهانة شخص ما. أما إذا ظهرت في أحد الأفلام، فأنا إما مريض أعاني مختلف أنواع الأمراض النفسية والجسدية، واما ثري لا إحترام عنده للإنسانية، واما إمرأة مجرمة في سجن النساء تغتصب البطلة البريئة، واما المرافق الخاص للراقصة الذي تخجل به حتى نبيلة عبيد في فيلمها “الراقصة والسياسي”!

لكل هذا، لن أتوقف عن الكلام عن من أنا حتى يتوقف الجميع عن رمي أحكامهم المسبقة علي، وحتى يتركوا مساحة لمن ليسوا ولسن من مشتهي الجنس الآخر ولا هم خاضعون/ات لتركيبة الجندر في هذه الحياة. لن أتوقف، وسيظل الجميع يسمع عن الأمر كلما رأوني، حتى يبدأون بالتكلم عنه عندما لا أكون وترفع راية نضالي. سأتكلم عن الأمر حتى تقف رنا يوما ما، وتضرب بيدها على الطاولة طالبة التوقف عن قول نكتة تحقر المثلية الجنسية، وعندما يركل طارق الباب ليقول: كفى! لسنا وحدنا في هذا العالم! بل يوجد مثليين ومثليات ومتغييرين/ات جنسياً، ومن لا يعترفون بالجندر ومخنثين ومسترجلات…

عندها سأتوقف!

وحتى ذلك الوقت سيكون حديثي هو التالي:

“مرحباً كيف حالك؟ أنا مثلي”
“أريد كوبا من الماء لو سمحت. أنا مثلي”
“لا يا خالتي أنا أسف، وأنا مثلي، لكن غدا لا أستطيع الحضور عندي إجتماع عمل”
“رامي، كيف حال زوجتك؟ إنشاء الله بخير! أنا مثلي”
“صباح الخير، أنا مثلي”
“لا، لا أعرف هذا الشارع، أنا لست من هنا آسف. (إبتسامة)، أه، كدت أنسى، أنا مثلي”
“أنا تعبان وأنا مثلي، سأذهب إلى النوم، تصبحون على خير، ولا تنسوا أنني مثلي وليس مثلكم”
“أنا مثلي وأنت؟”

Gholam Abi Nawas

Leave a Reply