مرايتي يا مرايتي…مين أحلى وحدة؟
303 viewsأخبرتني صديقتي مرة أنها طيلة ست سنوات، تركت حمامها من دون انارة كي لا تضطر الى النظر في المرآة، وأنها كانت تخرج من دون أن ترى وجهها وجسدها. ولي صديقة أخرى، لا تفارق المرآة يدها، في السيارة والبيت والصف والمقهى والسينما وكل مكان. فتيات مهووسات بالمرايا، وأخريات مهووسات بالهرب منها. فما السر؟ ما سر علاقة المرأة بالمرآة؟
منذ خالة “سنو وايت” الشريرة وسؤالها الشهير للمرآة: “مرايتي يا مرايتي مين أحلى وحدة بالكون؟” الى البطاقة المصرفية الخاصة بالنساء والتي صدرت مؤخرا بمرآة ملصقة على طرفها الخلفي، هناك علاقة مستمرة وقديمة جديدة بين المرأة والمرآة.
قد يكون السبب في ذلك أن المرآة هي رمز الحقيقة للمرأة، وهي الصديقة الوفية التي تصارحها بمواطن ضعفها وتبرز لها مواطن جمالها، ولذلك، تتعلق فيها نسبة كبيرة من الفتيات.
لكن ليس ذلك السبب الوحيد، فللمرآة رمزية تتعدى الرمز الجمالي الى رمز آخر اكثر أهمية: حقيقة الذات. فالمرآة هي تجربة نقف فيها أمام أنفسنا، نواجه أنفسنا، ننظر في أعيننا، ونتحدث الى داخلنا بصراحة وشفافية تامة. هي مواجهة مع ال “أنا”، وليست بمواجهة سهلة.
وبالتالي، اذا لم نكن راضين عن شكلنا أو عن هويتنا أو عن شخصيتنا، تصبح المرآة بالنسبة لنا كابوسا مخيفا نهرب منه، أو تصيبنا بالهوس على أمل أن نغدو بالشكل الذي نريد أو نرغب.
نحن والمرآة، لحظات حميمة وحقيقية الى أقصى الممكن. لغز محير، وجميل في آن.
Leave a Reply