عن لقائي الأول بالمثلية… في أمستردام

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (No Ratings Yet)
Loading ... Loading ...

309 views

amersterdamفي صيف العام 1998 ، كنت لا أزال أعيش أجواء المراهقة الملبدة بالغيوم. لم أكن مرتاحة حينها ، و لا حتى سعيدة. ومع أنني أظن اليوم أني لست سعيدة فيما عدا أوقات قليلة مثل هذا المساء، فإني ما أزال أسعد حالا بكثير مما كنت عليه في تلك الأيام. مع هذا، كنت كأي فتاة عادية تقضي جزءا ولو صغيرا من عطلة الصيف خارج البلاد. في تلك السنة كنا قد سافرنا للمرة الثانية إلى أمستردام ، المدينة الهولندية العريقة و المشهورة. في ذلك الصيف أيضا ، كان هناك الكثير من الشباب المثليين الأوروبيين وغير الأوروبيين، يجوبون أنحاء المدينة محتفلين. و كان هناك إعلان صغير في الشارع ، قد لفت نظري ، والتصق بذاكرتي حتى اليوم – مثلما التصقت بذاكرتي نهارات أمستردام الرطبة وصوت جدي متذمرا من الرطوبة العالية – كانت صورة لرجلين يسيران جنبا إلى جنب ممسكين بيدي بعضهما، مرتديين ملابس رياضية، و على ما يبدو، يشاركان في ماراثون. بالطبع كان موضوع الصورة واضحا ، وقد أبدت خالتي تذمرها من تكاثر السياح (الخارجين عن الطبيعة) المتقاطرين الى هذه المدينة التي لطالما كان سائحوها خارجين عن الطبيعة بكل شكل من الأشكال. وقد بدونا في أيام التسامح تلك، على الرغم من الخمر التي تغطي رؤوسنا، مجرد أحجار في فسيفساء أمستردام التي تعج بمدمني الحشيش المسالمين، و رجال الشرطة الراجلين والراكبين ، و مهرجان من التسريحات والأزياء الغريبة ، علاوة على المشاهد الحميمة التي لا تفارق العواصم الأوروبية. فما المشكلة إذن ، إذا ضاع بين الجمهور الغفير من الغرباء الذين يتعايشون في هذا المكان في أشهر الصيف الرطبة، ثنائي مكون من عاشقين ، لا يختلفان عن بقية المتحابين في شوارع أمستردام وساحاتها ، سوى في كونهما رجلين ، أو امرأتين؟

كنت في الثالثة عشرة من عمري ، وبالرغم من قدرات أمستردام على الابهار، فإني كنت أعيشها بنصف عقل ، و أتذوقها باستحياء. لهذا، لم يشغلني كثيرا أن هناك كثير من المثليين في المدينة، لكن ذلك الإعلان علق في ذهني، ذكرى مشهد غير مألوف شهدته في تلك المدينة. و لأخبركم بالحقيقة ، فلا شك أن خالتي قد لاحظت الأمر ، لكونها عاشت لفترات في الولايات المتحدة، و شهدت كما شهد الناس الجدل القديم الدائر في قضية المثلية الجنسية. و ربما كانت تعلم، أو أنها علمت بعد وصولنا المدينة، بأننا سنقابل الكثير من المثليين في طريقنا، على غير العادة. فالواقع أن مدينة أمستردام تعتبر احدى المدن الأكثر “لطفا و تسامحا” مع المثليين وغيرهم، وهي وجهة مفضلة للسياح المثليين، فالمسموحات فيها أكثر من الممنوعات ، وسقف الحرية فيها عال جدا. بعد عشر سنوات ، حينما كنت أبحث على الانترنت عن معلومات تتعلق بالمثلية في العالم ، قرأت عن دورة ألعاب رياضية للمثليين. أدهشني هذا ، كانت معلومة جديدة بالنسبة الي. لكن ما أذهلني أكثر، هو أن الدورة الخامسة من هذه الألعاب الرياضية كانت قد أقيمت في مدينة أمستردام في صيف 1998! حينها عادت إلى مخيلتي شوارع أمستردام ، و تذمر خالتي ، و صورة الإعلان الذي انطبع في ذاكرتي. لا شك أن أولئك المثليين كانوا محتشمين في سلوكهم في شوارع أمستردام في النهار ، حيث أنني لم ألاحظ شيئا مثل التصرفات الحميمة التي كانت تشد انتباهي بطبيعة الحال. ولأنني لا أعتبر شيئا مما حدث و يحدث في حياتي بمثابة صدفة ، حتى وان كنت غافلة عن أسباب حدوثه، فقد أوردت هذه القصة على أنها نقطة بداية وعيي بموضوع العلاقات الجنسية المثلية. وقد تطور هذا الوعي بعد ذلك من مرحلة التخوف والنكران ، إلى مرحلة القبول بالنفس و بالغير. على أي حال، كنت في الثالثة عشرة من عمري ، و لعل هذا السن كان السن المعتاد لتفتح الوعي بكافة المواضيع المتعلقة ب”الكبار” عادة.

بالطبع، يعرف المراهقون الذين يصغرونني بعشر سنوات اليوم عن الجنس المغاير والمثلي، ويألفون مصطلحات الجنس الثالث، والرابع، ربما حتى قبل بلوغهم سن العاشرة. لكن بالنسبة الي، فاني أؤكد أن نعمة المعرفة قد بدأت معنا. المواطنة الكونية ** الدورة الرياضية المذكورة في المقال هي دورة GAY GAMES، و تقام الدورة القادمة منها في العام 2010 في مدينة كولون الألمانية. كما أن أول دورة منها نظمت في العام 1982 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، المدينة المشهورة باحتضانها للمثليين والمثليات. أما صاحب الفكرة فهو بطل من أبطال الأولمبياد، ويدعى توم واديل Tom Wadell. لمزيد من المعلومات عن الدورة: www.gaygames.com

Contributed by anonymous from Kuwait

Guest Contributor

Leave a Reply