من المرأة ومن الرجل؟

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading...

2,025 views

كل ما سألني أحد “من الرجل في العلاقة ومن المرأة؟” أشعر بأنني أوما ثورمان في فيلم كيل بيل. أعني رغبتي بغرس اصابعي في عيون هذا الشخص وتلمس محجرهم من الداخل. أوما ثورمان ولكن ببطء وكأن أنجيلوبولوس يجلس مكان تارانتينو.

عذرا، لم أشرح جيدا. أنا مثلي الجنس، كم أحب وقع هذه العبارة!

أنا مثلي الجنس، ولهذا عارض جانبي يكاد يقارب اللعنة. نعم فمرضي بالشذوذ يجعلني عرضة لكم لا يصدق من الأسئلة “الذكية” وتعابير الوجه المرافقة لها والتي لا تقل “ذكاء” عنها. بالطبع مثل “من الرجل في العلاقة ومن المرأة؟” وهذا السؤال قد يأتي مقولبا بعدة طرق. فقد يكون السائل يسخر من أحدنا (والأحرى مني لأنني عادة ما أكون اكثر تخنثا من عشاقي) أو ان يحمل وجه السائل هذه النظرة التي تشعرني بأنني نمر أركض على شاشة ناشونال جيوغرافيك وتزيد رغبتي بإقتلاع العيون.

إذا من أين نبدأ؟ أولا ما لا يفمه مشتهي الجنس الآخر وللأسف بعض المثليين والمثلييات المتشبهين بالمشتهين أنه من غير الممكن المقارنة بين العلاقة المثلية والعلاقة المسيطرة إجتماعيا. إنه كمقارنة دهان البيت مع الشوربة. المكونات تختلف وكذلك المتطلبات والمفروضات الرأسمالية على شكل العلاقة. فلا حاجة لعبودية المرأة المعلبة في “جنة الأم مطبخها” ولا إلى إستغفال أحدنا لنعمل احد أشق أعمال السخرة في التاريخ… ربة المنزل.

ثانية، ينم هذا السؤال عن مرضين. الأول التمييز الجنسي ضد النساء، فالسائل عادة يريد ان يعرف من يقود الدفة في العلاقة. من يطبخ ومن يتخذ القرار. من يتدلع ويرقص ومن يتجاذب اطراف الحديث مع الزوار. وللأسف هذا المرض أيضا يصيب بعض النساء المشتهيات للجنس الآخر. نعم. في حالتهن يردن معرفة من منا، أنا او عشيقي، سيرفع الصحون معهن إلى المطبخ ويعطيهن سر جمال البشرة الأبدي الذي نملك مفتاحه نحن المثليين المخنثين.

أما المرض الثاني فهو رهاب الصراحة الممزوج بالتمييز الجنسي وإنخفاض في النوعية الجنسية. نعم، فحب معرفة من المرأة ومن الرجل هو لمعرفة من الوالج ومن المولوج. عندها أعرف أن الشخص يتمتع بحياة جنسية لا تثير فيي إلا الشفقة وتكر دمعة فاتن حمامة في ليلة القبض على فاطمة من عيني. أولا لان الولج او الإنولاج لا يتعلق بإمرأة او برجل. إن باب البدن سواء أفضى إلى رجل او مخنث او إمرأة ورائه…. لذته واحدة. ويا حرام لمن طعمه الله الحلاوة وهو بلا أسنان. لو توجه كل من يقرأ هذا الكلام إلى الحمام مباشرة وولج نفسه/ها بإصبع واحد فقط لعرفنا ما يوحد الجنس البشري.

زوروا مدونة غلام أبي نواس هنا

Leave a Reply