.إنتقاد باطل
640 viewsويكسب لقب “إنتقاد باطل” لهذا الشهر… “قداسة” البابا الموقر وذلك عن آخر انتقاد له لزواج المثليين. لو تذرّع بآية دينية ما لاعتماده موقفه هذا من زواج المثليين، ربما لعارضت ذلك أيضاً ولكنني لما ناقشته باعتباره معتقداً دينياً. ولكن “قداسته” يقدّم حججاً لم تبدُ لي منطقية مطلقاً.
يقول إنّ “النظام التقليدي للأسرة” في خطر؛ أي نظام هو هذا وأي خطر؟ عدد العزب والمطلقين والأرامل والعقم والمتزوجين من دون أولاد يفوق عدد المتزوجين ضمن “النظام التقليدي”، ونادراً ما توجد عائلات مثالية تخلو من التفككّ أو الخلل أو المصائب. وبالرغم من ذلك، ما زال عدد الولادات في تزايد. فما الخطر الذي يجلبه المثليون على هذا النظام؟ المثليون كالمغايرون منوّعون ومختلفون ومنهم مَن يودّ ويمكنه الإنجاب (المثليون ليسوا عقماً) ومنهم مَن يودّ التبني ومنهم مَن يميل إلى الزواج والحياة التقليدية. أين الخطر إذا أنجبوا وربّوا الأولاد ضمن ذاك النظام التقليدي؟ هل يعلم البابا أنّ عدد العزب في الولايات المتحدة مثلاً بات يفوق عدد المتزوجين#؟ فما علاقة تهدّم النظام التقليدي للأسرة بالمثليين؟
ثم يناقض البابا نفسه في العبارة ذاتها، قائلاً إنّ زواج المثليين خطر يقوّض “مستقبل البشرية نفسها”. كيف ذلك وهم يريدون الزواج بهدف اتّباع ذاك النظام التقليدي للأسرة بينما أنا شخصياً، بصفتي كويرية غير مثلية، وكثيرون غيري، نرغب أشدّ رغبة في استئصاله من جذوره؟ بناءً على حجة البابا هذه، يجدر به أن يتحالف مع المثليين الراغبين في الحياة التقليدية لا وبل أن يشجّع زواج المثليين إذ هم قادرون على تأمين تلك “الذرية الصالحة” من الأسر التقليدية التي ينشدها.
ومن ناحية أخرى، من المثير للسخرية أن يخاف على انقراض البشرية بهذه الطريقة! أنا واثقة من أنّ الكوارث البشرية والحروب هي تهديد أخطر وأكثر واقعيةً. كما أنه في الحقيقة يجب أن يكون الخوف على البيئة والأرض من تكاثر البشر الهائل وليس العكس إذ أصبح عددنا يفوق قدرة الأرض على إعالته.
في النهاية، آمل ألاّ ينال نداء البابا هذا، المنافي للعقل والبعيد عن الواقع الحالي للبشرية، التأييد من أصحاب النفوذ، فأنا وبالرغم من كوني مسيحية مؤمنة، لا يمكنني اعتبار كلام البابا مقدساً، خصوصاً وأنه هو والكنيسة كثيراً ما يخالفان أولى تعاليم المسيح وهي المحبة وتقبّل الآخر وليس التجارة والمادية وفرض الذات على الآخرين.
كارين
Leave a Reply