“سلسلة “حبر الأيام”: “أمك وخالتك سألتا عنك
1,112 viewsتستضيف “بخصوص” في هذا العدد الجزء السابع من سلسلة “حبر الأيام” التي تروي قصة حقيقية بقلم بطلتها شخصيا، على أن تتابع تشر الأجزاء اللاحقة تباعا في الأعداد القادمة
كانت تلك الفتاة الانكليزية تعمل كراقصة في ملهى ليلي، واعتدت رؤيتها أثناء جلوسي في الصالة. كانت ترمقني بنظرات غريبة لكني كنت أرتاح لها كثيرا إلى أن حدثت تلك الليلة المفاجئة.
استيقظت على دقات خفيفة على بابي عند الثالثة فجرا، وفتحته لأفاجأ بتلك الفتاة تطلب مني الدخول. وعلى الرغم من استغرابي الشديد لتلك الزيارة الليلية، الا أني لم أعترض وأدخلتها. نطقت بكلمات مبهمة المعاني، فيما كنت أنا أتفرس بتضاريس جسدها البض الشديد البياض. طوقتني بذراعيها ولم تترك للدهشة محلا، فانقضت بشفتيها على شفتي وغبنا معا في لحظات حميمة وطويلة. فاقت ليلتي الثانية مع فتاتي الانكليزية مثيلتها الأولى مع غادتي الشقراء، عذوبة وخبرة ومتعة.
أحسست أني أود المكوث بين ذراعيها الى الأبد، ولم ينفك جسدانا عن الكر والفر حتى أعيانا التعب، فعانقتني وأغمضت عيني تغمرني الراحة من كل الجهات. فها أنا ذا أغفو للمرة الأولى في حضن قدم لي كل الحب والحنان والاثارة التي كنت أشتهي.
انقضت الليلة وجاءت ليال كثيرة بعدها، اعتدت فيها اتتظار قدوم “موني” لنكمل ليالينا معا. كنا نستمتع كثيرا بصحبة بعضنا في السرير، لكني لم أشعر بالحب تجاهها، ولم تطالبني هي به.
عرفتني الى زميلاتها على أني “her girlfriend” أي “صاحبتها”، وصرن يصطحبنني معهن الى حمامات السباحة والنزهات ومشاوير التبضع. عشت في لذة عارمة واختبرت الحرية التي كانت مسلوبة مني منذ صغري، كما نلت قسطا من التعليم المجاني على يد الفتاة الأرجنتينية التي ذكرتها، فقد كانت تصحح اخطائي اللفظية في نطق الانكليزية وتحضر لي الحلوى وتجلسني في غرفتها فيما تستعد للعمل. كنت اشعر بأنها الأخت الكبرى التي لم أحظ بها.
مضت أيامي على هذه الوتيرة لمدة عشرين يوما تقريبا، حتى كان ذلك اليوم الذي أيقظني من حلمي على واقع لطالما حاولت الهروب منه. كنت أتناول الغداء مع صديقتي الأرجنتينية “سالومي” في مطعم قريب من الفندق، وعند عودتنا فوجئت بموظف الاستقبال يخبرني بما نزل كالصاعقة على رأسي وأصابني بالدوار.
“في اثنين نسوان اجوا عم يفتشوا عليكي” قال لي بنبرة باردة.
يبدو أن أحدا من أبناء منطقتي رآني أتردد على هذا الفندق ونقل الخبر لأسرتي، فحضرت أمي وخالتي للعثور عليّ.
لماذا لا يدعونني وشأني؟ اعتراني خوف شديد ولم أعد أقو على الوقوف. سألت موظف الاستقبال عن المكان الذي توجهتا اليه، فأجاب بأن لا فكرة لديه، لكنهما ستعودان بعد قليل. أحست صديقتي “سالومي” بالعرب الذي في داخلي، فتناولت الهاتف واتصلت بصديقها طالبة اليه الحضور سريعا الى الفندق.
وصل صديقها على وجه السرعة، وأبلغته بقصتي وبما حدث طالبة منه التصرف لانقاذي، فأخبرنا بأن له صديق يمكنه استضافتي في منزله لبعض الوقت.
لم أكن أملك حلا آخر، فحملت ملابسي وغادرت الفندق على عجل، لا ألوي على شيء.
بقلم “المرأة الحديدية”
Leave a Reply