ثورتي الخاصة

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (6 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

531 views


أنا اليوم قررت إترك ثورات البلاد وفكّر بثورة على حياتي، ثورة على الحياة المركبة من نحنا وصغار، ثورة على عيلتي ومجتمعي واللي كان حيكون “السيد تبعي”، ثورة على الحياة اليومية والإشياء اللي عم عيشا كل يوم، ثورة على كل بنت بعدها مفكرة إنو حياتها هي زواجها وسترتها، ثورة على كل أهل كل يوم عندن نشرة يومية عن الزواج والعيلة والسترة والكرامة والشرف للمرأة، ثورة على غشاء البكارة اللي بعدو بيشغل بال أغلبية هالمجتمع اللي مفكر إنو البنت هي بس غشاء، بس يروح هي لازم تروح، ثورة على الحرام وعيشة الحراموفوبيا، ثورة على البنت اللي عمرا 30 سنة وبعدها ما بتعرف شو يعني علاقة جنسية وعندها هاجس “بدي إتجوز”، ثورة على المرأة اللي معيشي حالها بالمجتمع الذكوري ومقتنعة في، على المرأة اللي عم بتحب مرأة وخايفي لأنو مفكرة حالها مجنونة أو مريضة، ثورة على السكوت والخوف.

كسرت تقاليد المجتمع وخزّقت القيود اللي مربطتني وثرت على الرجّال اللي انوضعت بخانتو فترة طويلة ومشّيت حالي بهيدا الخط الجالس اللي مرسوم لكل بنت. ثرت عليه لما صرت أنا شي بالنسبة لإلو وخادمة وإنو المرأة اللي بدا تسمع الكلمة وممنوع تفتح تمّها. ثرت عليه وعلى إيدو اللي رفعها عليّ وإيدو اللي سكّر تمي فيها ومنعني من الحكي. ليش؟ لأنو هو الرجّال وأنا المرأة! ثرت على إنو هو الرجّال وانا المرأة، لأنو المجتمع هيك بيقول، لأنو الأهل هيك بيقولو، لأنو الكذب هو ملح هيدا المجتمع. ثرت على أحاسيسي وعلى ذاكرتي اللي عم تخبّي إنو بهيدي العلاقات أنا بدي كون كمان رجال، ثرت على وجعي وعلى حماقتي، على حماقتي لأني كنت بحب والحب وصّلني إنو إقبل إنضرب، إنو إقبل إنهان، إنو خلّيت كلمة بييّ بدينتي بس قللي هو رجّال وإنتي مرأة. ثرت على خوفي من إنو أنا مثلية وإنو عندي ميولي وأحاسيسي اللي خبيتها وخفت منها. ثرت على مخاوفي من المجتمع وعلى مخاوف أهلي من المجتمع ورفعت صوتي وقلت لأ. لأ يعني لأ، مش هيدي هيي الحياة، الحياة إنو ممنوع حدا يسكّرلي تمي، ممنوع حدا يمنع أفكاري عني ويقلي كلمة لأ، بس أنا بدي قول لأ…

كبيتها هيدي الذاكرة وانطلقت بحياتي مع نجاح ثورتي الأولى وغلق كل تمّ بقلّي لأ.

- بقلم  RS

Guest Contributor

Leave a Reply