الآن”: لحظة صدرت عن البارحة”
835 viewsبات عدد السنوات في عمري يسمح لي بالتغنّي بما يسمّى “الخبرة في الحياة”. لقد قاربت الثلاثين…
*الإنهيار*
لقد قاربت الثلاثين، ولا أنكر ما يقال بأن الخبرة في الحياة تأتي بعيشها وليس بسنينها، لكن هذا الطير قد عاش ما يكفي من الأيام، وعاشر عدداً لا بأس به من الأشخاص.
ومن هذا المنطلق، أنا الموقعة أدناه، فينكس، أقرّ وأعترف بأنني لا أعرف شيئاً عن الحياة وأنني لم أكتسب من “الخبرة” في الحياة إلّا سراب المعرفة.
اليوم أجد نفسي عاجزة عن تفهّم من حولي. أعجز عن استيعاب تناقضاتي في نفسي، فماذا عن تناقضات محيطي من الأهل والأصدقاء والصديقات، ومشاريع الصاحبات.
هل أنا موقع “غوغل” مع رابط مباشر إلى “ويكيبيديا” أو “سايكولوجي توداي”؟ وماذا عن تومورو ويسترداي، ألا تعلمن أن الحاضر هو نتيجة ما سبق وأساس الغد؟ كيف نفصل حياتنا اليوم عن ماضينا ومستقبلنا؟
“الآن”: لحظة دائمة التغيير، صدرت عن البارحة (أو ليل السبت المشبع بالنبيذ اللذيذ) في مواجهة ماضٍ وحاضر لشخص آخر، حيث حاضري يغامر بنبش قبور الأعذار واستحضار أرواح المبرّرات لمحاولة توجيه غد الحاضرتين نحو نقطة إلتقاء.
كأنّها مباراة في كرة المضرب: غريمتان في لعبة الغرام.
- “طاخ!”
- “طيخ!”
يبدأ عرض لعضلات مخارج الكلمات. عبارات ترتدّ كالضربات أمام عيون المشاهدين، وتتخطى الخط الأبيض في بعض الأحيان، وبذلك تمنح صاحبتها نقطة في الوقاحة، فإما تضاعف رصيدها أو تنفيه إلى ما دون الصفر.
أحاديث عامّة تجرّ بعضها البعض، فالمكان عامّ، والعيون الحشرية حاضرة، كما الخجل متواجد لدى البعض. حلّ الصمت. ماذا أقول؟ يا لها من عملية معقّدة.
أرى نفسي بصور متعدّدة:
- المدخّنة التي تسابق العدّائين في الماراثون. هيفاء وهبي تركض… كلّا! عودي إلى “الآن”!
- أعرض البيكيني في مسابقة الجمال والسلوليت ظاهر للعيان.
- منافسة لميريل ستريب على الأوسكار.
وجدتها! اليابان! أصغّر حجم المصيبة بمقارنتها بالهزّات اليومية في مدينة “صور” التي تمرّ مرور الكرام. أتذكر “الدبدوب”. كسرت الجليد. عذراً من شعب اليابان المنكوب. الأوقات اليائسة تتطلب اتخاذ تدابير يائسة.
تنتهي المباراة بلا رابحة فيها.
لا يبرح المشاهدون من أمكنتهم. ينسحب الطرفان. هل حقّاً لا يوجد غالب أو مغلوب؟
لا أفهم المجريات. هل تأهّلت إلى ربع النهائي أم أقصيت على حياتي المهنية؟
“الآن” تتغيّر والمستقبل لا يزال مبهماً. أعود أدراجي محمّلة بالظنّ وخيبةالأمل. كرة المضرب لم تكن يوماً جزءاً من نقاط القوى لديّ.
أتّصل بالمحلّلين الرياضيّين، والتحليلات لا تبشر بما يرضي أذنيّ.
أنسحب إلى خانة الفريسة وأنتظر الصيّاد كي يومئ بإشارة أتبعها قبل السماح له بالإنقضاض عليّ.
Leave a Reply