بين ذكورتك وشرجي… هاوية
350 viewsبالتعاون مع قاديتا، زاوية مثليون ونصّ
سألتني صديقتي: إذا لماذا انفصلتما؟
- أجبت: هكذا.. لأن العلاقات تنتهي.
- ولكن العلاقة كانت تبدو مثالية..أكثر من رائعة.
- إنها مشكلة هذه النوعية من العلاقات -التي تبدو مثالية- عادة ما تكون كارثية بسبب كل ما تحويه من صمت وجمل ومواقف ومشاعر غير محكية.
- أوكي.
- لا أصدق أنني كدت أتحول لعبد جنسي همه الوحيد الحصول على قضيب صديقه السحري بكل ثمن.
- ولكن.. كيف استطعت التخلص من هذا؟
- معجزة…لا أعرف. فجأة انقطع كل شيء وحده. يا الهي كنت سأتحول من كاتب معروف ومفكر وشخص يؤثر في من حوله ويحمل رسالة سامية تدعو إلى انحلال خلاق لكافة الفئات العمرية ممّن هم أصغر منه، إلى شخص يتوسّل شخصًا تافها كي يزوره ليلا وينكحه مرة، مرتين وأكثر. وهكذا كان سينتهي بي الأمر مرميا في حديقة عامة تملأ البثور جسمي وعقلي وأعيش على شرب البول- وحتى الانتحار لا يقوى عليّ.
- لا تبالغ. كنتما تبدوان في غاية السعادة والانفتاح على الحياة…
لم أعرف ماذا أقول، لم تكن لدي إجابة واضحة واحدة ومقنعة ربما… ولكنني لأول مرة في حياتي عرفت مدى معاناة بعض النساء مع بعض الرجال الشوفينيين الذين لا يملكون أيّ شيء سوى القضيب الملعون وحقيقة كونهم الطرف الذي يأتي الآخر/ى من الخلف أو الأمام. “لن تصدقي كم يتم استنساخ توازنات القوى من العلاقات الغيرية لداخل العلاقات المثلية”..
إن مجرد كوني سالبا في العلاقة الجنسية أشعَرَني بأمور غريبة لم أصادفها من قبل سوى في علاقات غرائزية عابرة هي أصلا مبنية على توازن حيواني مؤقت جدا ينقضي مع إطلاق الطرفين -أو غالبا أحدهما فقط- منيه إلى درجة حرارة الغرفة أو الحديقة أو شاطئ البحر. ولكن في هذه العلاقة كنت أشعر طيلة الوقت بأنّ أحدهم يؤلف المعادلة ويضع لها المتغيرات والثوابت ويقوم بحلها وهذا الشخص لم يكن بشكل مطلق أنا. شعرت من اللحظة الأولى بأنه يستخدم كونه الطرف الموجب أو (التوب) لزرع جوّ من التفوق والاستعلاء على العلاقة، تمامًا كما يحدث في المجتمعات الذكورية المحافظة والتي يتصرف رجالها بفطرية مفضوحة تكشف كارثية التربية التي تلقوها بالبيت والمحيط. والأسوأ من ذلك أن تلك المجتمعات تزرع الفخر والكبرياء والتباهي بالرجولة أو الفحولة لدى الطرف الذي يقوم بالإيلاج، بينما تترك رواسب مذهلة من التخلف داخله تؤدّي به إلى التعامل مع الطرف الثاني الذي يتم الإيلاج فيه على أنه داعر وزانٍ ومُنحط ودنس ومدمن على الجنس الحيواني القذر.
هذا ما شعرت به.. أنني ببساطة غير محترم، حتى وإن لم يكن قد قيل لي كل شيء بصراحة وعلانية.
ولكنني لا أستطيع بعد كل هذا العمر وكل الرجال العابرين وغير العابرين الذين عرفت، أن أخون مشاعري وأن أتنكر لها. لقد كان الإحساس المنقول، قويا.. قويا جدًا لأنه كان متأصّلا جدا يخرج من بدن مليء بالغمام الأسود. كان هدفه واضحًا: أن ينتقم لسواده هذا وعجزه، أن ينتقم من صراحتي ووقاحتي وقلمي وفكري وحقيقتي ومن كوني كنت أنظر داخل عينيه عميقا عميقا أثناء ولوجه داخلي. في قمة لحظات الولوج صار يناديني بإصرار بصيغة الأنثى، وأنا لم أطلب يومًا من أحد أن يغير لي جنسي من دون إذن، لأنني رجل وهذا ما أشعر به بحق مع أنني مثلي سالب (بوتوم). والمزعج أنّ التوجّه لي بصيغة الأنثى كان يتم من مكان اتهامي واستعلائي للمرأة لكونها امرأة أولا ولكونها تضطر لفتح رجليها أو إدارة ظهرها لممارسة جنسويتها.
إذًا، فقد كانت المعادلة كالتالي: فحل مغوار يقوم بعمل سام كلما أدخل قضيبه في ثقب ومخلوق وضيع هو أصلا يرتكب الفحشاء لمجرد سماحه لذاته بممارسة جنسويته كما يرتئيها. لقد كانت النتيجة أنّ هذه الطاقات السوداء إضافة إلى المناورات التي بدأ بممارستها كي يثبت صيغة السّيد والعبد نهائيا، جعلتني أنسحب وسط عجز تام وصمت معهود من الطرف الآخر- وهو أسلوب أكثر ما يميز هذه الأنماط من البشر.
وما يقلقني هنا هو كم الشبان الذين يجدون أنفسهم وسط علاقات ذكورية وإشكالية كهذه ويخافون التحرك داخلها أو التخلص منها كي لا يتم تكسير المفهوم الخاطئ حول العلاقات المثلية بإنها جميعها متكافئة وتشكو من فرط التنوير والمساواة والتفهم المتبادل في شتى الحالات.
بقلم ر.ح
Leave a Reply