“أنا و”زين
1,275 viewsبالتعاون مع قاديتا
كانت المرة الأولى اللي بشوف فيها “زين”. ابتسامتها الجذابة كانت أول اشي لفت نظري. قصة شعرها الرجولية كانت بتجنن. حسيت إنو نفسي أحضنها بدون سبب، بس طبعاً اكتفيت إني أتطلع فيها وأبتسم. كل شي فيها بجنن: طريقتها بالحكي، الطريقة اللي بتدخن فيها
وكيف رموشها بيدخلو ببعض لما تغمض عيونها. صوت تلفوني رجعني للواقع مرة تانية:
- آلو.. حبيبتي كيفك؟
- أهلاً علي؟
- علي؟ شو مالك؟ عم بقلك حبيبتي بتناديني علي؟
- إسمع أنا حوالي كتير عالم.. ممكن أحكيك بعدين؟
- طب.. إنتي وين؟ ومع مين؟
- أنا مع فاطمة.. يلا خلص برجع بحكيك.
ما بعرف ليش خبيت عنو إنو معانا صاحبة فاطمة الجديدة “زين” اللي بتدرس معاها بمعهد الفرنسي.
سكرت التلفون بسرعة. ما بدي أحكي.. بس بدي أركز معاها وطز بكل شي حتى بخطيبي علي. خطيبي اللي من سنة لهلأ مش عارفة ليش نحنا خاطبين، ومش عارفة أحدد الإحساس اللي بربطني فيه. كل اللي بعرفه انو ماكنش في حوالي حدا غيرو.. وإنو أهلي بعرفو أهلو وإنو أنا كبرت بنظرهم وصار لازم أرتبط بحدا وبصيرش أضل هيك لحالي.
- وين الحمام هون؟ بتسأل زين.
- لجوّا عَ اليمين، فاطة مبتسمة.
بعد ما تغيب زين عن عيوني شوي بتطلع فاطمة ناحيتي:
- ولك فضحتينا! ليش هيك بتطلعي بالبنت؟
- أنا؟!
- لكان إمي؟ آه انتي!
- لا بطلع ولا شي.. عادي.
بعدها بشوي رجعت زين وكملنا حديثنا عن أشياء مهمة وأشياء تافهة.. بس كانت القعدة حلوة كتير.. كان نفسي بس تضلها قاعدة قبالي..عم تحكي وأنا بس أبحلق فيها.
نزلنا من الكافيه، بدنا نروّح. كنت أتعمد أمشي قريبة منها.. وطرت من الفرحة لما عرفت إنو معهاش سيارة. عرضت أوصلها بحجة إنو بيتها قريب مني. بعد ما ضلت ساعة تقول لأ وإنو بدهاش تعذبني أجت معي تحت تصميمي وإلحاحي.
كنت ماشية بالسيارة ع سرعة 40. بدي الطريق يطول أكتر. بدي أسمع ضحكتها وأشوفها كيف بتمسك شعرها من ورا بإيد وحده كل شوي.
صوت تلفوني للمرة التانية اليوم بيقطع أفكاري:
- نعم علي.. ايش في؟ حكيتلك بتصل فيك لما أخلص.
- شو مالك اليوم معصبة؟ أنا دايقتك بشي؟
- لأ.. ما في إشي. ممكن أتصل فيك بعدين؟
بعد ما سكرت السماعة صارت “زين” تسألني ليش هيك انتي قاسية مع خطيبك؟ حكيتلها ولا اشي.. بس بقدرش أركز بشغلتين سوا.
بس اللي ما حكيتلها اياه إني بهالدقيقة قادرة أركز بصوتها وإيديها وعينيها وشفايفها وكل اشي فيها بنفس الوقت.
الطريق اللي بياخد ربع ساعة بالعادة أخد معي 40 دقيقة. بس وصلنا كان بديش أتركها. بس خجلت من أفكاري وإحساسي هداك الوقت. كان في شي غريب عم يصير معي لأول مرة بحياتي بحسو.
دخلت ع البيت سرحانة، حاسة إشي ناقصني. سلمت عَ أهلي ورميت حالي عَ التخت زي ما أنا وطبيت راسي عم بلوم حالي: ليش ما أخدت رقمها؟ زعلت كتير ومن كتر الزعل غفيت وأنا مش حاسة ع حالي.
راسي تقيل كتير. بصحى ع صوت التلفون. هالمرّة مش علي:
- آلو.
- دينا.. أنا زين اللي وصلتيني اليوم المسا.
وفجأة رجعت أركز. وصارت ضحكتي متر.
- ولك آه.. أهلاً حبيبتي.. معلش ماكنتش مركزة كنت نايمة.
- يي عليّ صحّيتك، أه ما أهبلني الساعة 1 مفكرة كل الناس بسهرو زيّي.
- ولا يهمك. كل يوم صحّيني.
- هههه ، تسلمي.. أخدت رقمك من فطوم.. بس أنا مضيعة شغلة وشكلها وقعت مني بسيارتك.
- خلص بدوّرلك عليها الصبح.. وبالمرة بكسبك ع فنجان قهوة.
- لا والله بقدرش.. عندي درس ع الساعة 10.
- طيب فينا نطلع بكير الساعة 8 مثلاً.. بمرّ عليكي.
- ما ظنيت أصحى بكير هلقد وفش حدا بالبيت يصحيني.. إلا لو طلعتي عندي صحيتيني .. ومنشرب قهوة هون سوا.
- آآآه ..
- خلص إزا بتحبيش بلاها.
- لا لا.. بالعكس.. خلص 8 بكون عندك.
- تمام.. راح أتركلك المفتاح تحت السجادة ع باب البيت.. أنا ساكنة بالطابق التالت.. الباب اللي جنبو زريعات.. أدخلي وصحيني.
حسيت بكتير شغلات بعد هالمكالمة.. بقدرش أوصف. قررت ما أفكر بشي بالمرة، غيرإنو كيف راح أصحّيها الصبح. واو..الفكرة جننتني. مقدرتش أنام هديك الليلة..
(يتبع)
بقلم فرح. م
Leave a Reply