(القوس: فلسطينية تدوس الكنيست وتمشي (2
391 viewsمنتابع هيدا الأسبوع الجزء الثاني والأخير من مقابلتنا مع ضيفاتنا الكتير عزيزات ع قلوبنا، وكتير مميزات: “القوسيات”. (الجزء الأول من المقابلة متوفر على هيدي الوصلة)
شو يعني “قوسيات”؟
يعني هني مجموعة رجال ونساء وغيره، بيناضلوا كل يوم من أجل التنوع الجندري والجنسي، وبيدفعوا الثمن بكتير من الأحيان. بعدكن عم تسألوا شو يللي بيميزهن؟ اللي بيميزهن هوي (غير انهن أشخاص رائعين على المستوى الشخصي!) انهن موجودات بأغلى أرض، وأجمل أرض، وأبعد أرض، وأقرب أرض: فلسطين. ولهالسبب، بيضطروا كل يوم يكافحوا لمجموعة من القضايا غير التنوع الجندري والجنسي: الاحتلال الداخل بتفاصيل حياتهن اليومية، مناهضة التطبيع اللي محاصر العالم العربي من الجهات الأربع، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، محاولات التخوين اليومية من عدة أطراف، وأكيد، مشاكلهن على لمستوى الشخصي نظرا لهوياتهن الجندرية والجنسية المختلفة.
وهلق منترككن مع أحاديث سلسة ولذيذة مع عدد من أعضاء مجموعة القوس الفلسطينية.
>> محمد
ما أهمية وجود “القوس” في المجتمع الفلسطيني؟
هناك مجموعة تحديات دفعتنا الى العمل كمجموعة ناشطة ضمن المجتمع الفلسطيني:
هنا حيث القمع مضاعف، حيث نقع بين مطرقة الاحتلال وسندان الاعراف الصارمة، وحيث الأفكار النمطية التي يسقطها المحتل علينا فاحيانا نحن “ارهابيين” وأحيانا أخرى “اكزوتيكيين” ودائما نحن المشتبه بهم ونحن “التهديد الديموغرافي” لهم…وكمثليات ومثليين فلسطينيين نحن “ورقة التين” التي تغطي عورة المُحتل فنحن “ضحايا” و “مساكين” وعليهم “مد يد العون الينا وانقاذنا من براثين مجتمعنا المتخلف”!!- كان لا بد لنا أن نخلق حيزا نتحاور فيه بهذا الشان الشديد الحساسية ولنناضل بالطرق المُثلى الملائمة لهذا السياق.
هنا حيث الشتات والحواجز واللا أمان في البلد الذي تمزق مركزه وتهدمت مدنه الكبيرة، كان لا بد لنا من خلق عنوان آمن وحاو يجمعنا ويوحد طاقاتنا ويعززها، مكان داعم للقاء وتبادل الأفكار والحوار وتعزيز ثقافة النشاط والنضال من أجل الحريات.
هنا حيث السياسة والحرب متلازمين كان لا بد لنا من أخذ دور سياسي. هذا لأن كل شيء عندنا سياسي: الجنس، العائلة، اللغة، الطعام والملابس… في أرض اللا مساواة والظلم لا بد لنا أن نعزز المساواة والعدالة والتعددية والحريات كلها كمنظومة واحدة لا تتجزأ. لنقول بأننا هنا ومن حقنا أن نكون هنا لنقف في وجه الاحتلال القامع مع أصدقاءنا وأهلنا الذين وان جاروا علينا فهم يبقون أهلنا وهم كرام وأعزاء ويتوجب علينا مخاطبتهم من أجل خلق حوار منفتح ولجعلهم أكثر تقبلا واحتراما لنا وللتعددية الجنسية والجندرية القائمة بيننا.
هنا حيث الاغتراب الصعب الذي نعيشه في بلدنا على أعتاب المُحتل، كان لا بد لنا من خلق حيّز للتفاؤل، ينتهج المنهج الإيجابي ويهتم بتجارب الحرية في مجالات مختلفة .
لو حققت “ملكة جمال أميركا” السلام (!) وجئنا لزيارتكم من بيروت إلى فلسطين، أي كتب سنجد في مكتبتك؟
أولا، مش السلام اللي رح تعملوا “مس أميركا” اللي رح يجيبك لعنا، بل هو شيء آخر بديش أكتبو هون أحسن ما ألاقي حالي بالحبس !
أما بالنسبة للكتب التي يمكننا استعمالها في عملية التغيير، فبامكاني القول بانه في كل كتاب سوف نجد ما يمكن توظيفه للتغيير الذي نريده، سواء كان ذلك كتابا دينيا أو تاريخيا أو شعبيا أو شعريا أو رواية… أخص بالذكر كُتب السيرات الذاتية لعظماء النساء والرجال في تاريخنا العربي، فعندما تقرئين شجرة الدر، أم كلثوم، هدى الشعراوي، قاسم أمين، الطهطاوي والأفغاني والكثيرين الكثيرين على اختلاف توجهاتهم ومجالاتهم، فانك تجدين ما يمكنك اقتباسه أو تأويله او التعلم منه لصالح مسيرة التغيير.
ففي كتب فرجينيا وولف نتعلم كيف يمكننا أن نكتب عن تجاربنا بأسلوب مبدع يجد البدائل لوجهة النظر الرجولية المسيطرة…في سلسلة كتب فاطمة المرنيسي المهتمة بموضوعات المرأة في التراث الاسلامي، ونكتشف بان للنسوية امتداد كبير في تراثنا علينا ابرازه والتأكيد عليه…وفي الكتاب الرائع الذي افتتن به “نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب” لشهاب الدين التيفاشي من القرن الثاني عشر، نجد مسحا شاملاً للظواهر الجنسيّة المتخفيّة منها والظاهرة في المجتمع العربي، التي ينبغي برأيي أن ندرسها ونقدمها وننتقدها…
في هذا المزيج من الكتب المختلفة يمكننا ان نوظف الكثير الكثير في نشاطنا شرط أن تكون القراءة نقدية ونسوية ولا تقع في تمجيد تراثنا وثقافتنا مهما كانت، أو تشبثنا بها والاكتفاء بالتغيير التوافقي واهمال التغيير الراديكالي.
>> رأفت
لو كتب عنك في صحيفة اسرائيلية، ماذا كان ليقال؟ وفي صحيفة فلسطينية؟
لو كتبت عني صحيفة اسرائيلية، سيكون العنوان على الأرجح “عروس فلسطين، رجل بجواز اسرائيلي”، ولو كتبت عني صحيفة فلسطينية، لكان العنوان “العثور على مصدر الشر: هل هو حقا الشيطان، أم نحن؟”
>> فادي
ماذا تعني لك “القوس”؟
أتذكر اللقاء الأول لي مع أعضاء القوس عندما كنت أبلغ من العمر ما يقارب أل 18 سنة. رجعت إلى بيتي والطاقات الايجابية تملأني، عرفت آن ذاك أنّي أريد تغيير المجتمع لمكان أفضل للعيش، لم أصادف أي نوع من الشكوك حول انضمامي للحركة، بل كان هذا أحد الأشياء التي كنت متأكداً منها في هذا الجيل المليء بالتخبطات. رومانسيتي لم تتغير بالرغم من قفزاتي الكثيرة بين مجموعة حيفا لمجموعة القدس، من مجموعة القدس للمجموعة اليافاوية، والأدوار المختلفة التي أخذتها على عاتقي خلال نشاطي.
في الحقيقة، عدا عن كون القوس حركة ناشطين، اليوم أشعر أن القوس عائلتي الثانية، أستطيع ان أعتمد عليهم جميعاً. فأنا أجد لديهم الصدر الحنون عندما أحتاجه، والاهم الصفعة القوية عندما أواجه نقصاً في الطاقات.
لو اضطررت للانعزال على جزيرة، من ستصطحب معك من القوسيات؟
اعتقد أن هذا السؤال كان من أصعب الاسئلة التي صادفتها بحياتي ، وأكثرها مفاجئاً. فجأة ادركت ان من يصنع القوس هم أعضاءها، كل واحد وواحدة منهم يضيف للقوس طاقات من نوع آخر، جميعنا نبني القوس. افضل ان أذهب وحدي فربما أنشئ أو أبني هناك مجتمعاً ، مستغلا كل ما تعلمته من القوس وأباشر بالعمل!
**تحية كبيرة وشكر عميق من أسرة “بخصوص” لجميع القوسيات لشجاعتهن وتفانيهن واخلاصهن الكبير لقضايا الوطن والمجتمع المثلي في أرضنا الحبيبة فلسطين.
لمزيد من المعلومات زوروا/ن موقع القوس.
Leave a Reply