دخيلك احكي
1,361 views
بتعرفوا هاد الإحساس انو ما بتقدروا تتطلعوا عل الشمس قد ما هيي قوية! وإذا جربتوا تتطلعوا، عيونكوا بتغمض لحالها وبترفض “تشوف” عشان تحمي حالها من الحقيقة الصعبة ومن المواجهة المتعبة!
هيك بالزبط كان وضعها بهداك اليوم، لمن اتطلعت بعيوني إللي كانت مليانة دموع وسألتني “شو مالك يا امي؟” وبتذكر إني كنت خايفة، بس كنت حابة احكيها، كنت حابة قلها إني خايفة.. كان بدي أشاركها.. بس كنت خايفة عليها! واللي طلع معي كان “مش أنتي بتوثقي فيي، مش أنتي بتتكلي عليي.. صدقيني ما بدك تعرفي ماما”.. هادا كان جوابي بوقتها، مع انه عيوني كانت بتصرخ الحقيقة، بس امي ما كانت قادرة تتطلع فيهن! كانت عارفة انو الحقيقة راح توجعها، كانت عارفة انو المواجهة راح تكسرها… وأنا… أنا سكتت ما كان بدي اقتلها.
بعد هاي الجملة تركت أمي الغرفة وطلعت على البلكون بدون ما تضيف ولا أي كلمة، فكرت بلكي تطلع لدقيقتين وترجع تحكيني.. فكرت راح تتندم إنها بوحدتي تركتني وما قدرت تقعد تسمعني وتحويني..
ولمن تأخرت قلت بلكي طلعت تتساءل اذا شي يوم راح سامحها.. أو اذا بعد ما تسمع الحقيقة راح تقدر هيي تسامحني.. وبعدين بلشت فكر يمكن أفكارها ما ضمتني.. يمكن حتى نسيتني!!! الأفكار تعبتني، بس أنا..
كنت بدي إياها تشد علي أحكيلها ،كنت بدي إياها تكون جريئة وتقبل تسمع شو كان في عندي أشكيلها..
كنت بدي إياها تسمع قديش أنا خايفة بس مش مترددة..
كنت بدي إياها تعرف قديش أنا جريئة وقديش أنا قوية.. وكيف ما راح اتعب للحظة بالدفاع عن حقوقي وعن الحرية!
كنت بدي إياها تسمع كتاباتي.. كنت بدي إياها لأول مرة تعرف كل شي مرقتو بحياتي..
كنت بدي قلها انو بنتها بريئة، واني بحب صبية وهاي هيي كل الحقيقة..
كنت بدي قلها إني بحبها مع إنها مش قادرة تحميني، بحبها مع إني بعرف انو لمن تسمع حقيقتي ما راح تكون فخوره فيني..
بهديك الليلة كنت بدي قلها ببساطة:
حبيبتي كسرتلي قلبي.. وأنا كتير بحبها.. وأنا من اسّا اشتقتلها.. ومش عارفة شو اعمل.. بدي ابكي.. بدي اصرخ.. مش عارفة.. مش عارفة إذا احكي للوراق .. مش عارفة مين أشارك بإحساسي… بس للحظة تمنيت يا أمي ريتك تكوني خلاصي!
اليوم…
اليوم بدي اقلها إني فخورة، فخورة بإني عربية، فخورة بإني “أصواتية”**، فخورة بإني “بخصوصية”، فخورة بمين أنا…
فخورة بإني مثلية!
Di بقلم -
** “أصوات” مجموعة في فلسطين للنساء الفلسطينيات المثليات. (تحية من “بخصوص” لالكن!)
Leave a Reply