…ومن الغيرة ما قتل
1,068 viewsلو افترضنا إنو آدم وحوّا فعلاً كانوا موجودين لوحدهن بجنة عدن، وعايشين بتبات ونبات مع الحيوانات، هل كانوا يغاروا ع بعضن؟ لو شافت حوّا خدش شجرة عا ضهرو لآدم، كان يطلع صوتها؟ ولّا لو غابت فترة أطول من العادة هل آدم كان يعملها دراما؟ نحنا اليوم كأحفاد لهول الأشخاص هل ورثنا عنهن مرض الغيرة من دون سبب؟ أو في سبب بالواقع؟
شو سر شعورنا بالغيرة عالناس اللي منحبهن؟ كيف لحظة حب وغنج فجأة بتقلبها الغيرة لكارثة كونيّة إلها أوّل وما إلها اخر؟ وإذا كنّا ما منغار عا الإنسان اللي منحبّو هل معناتها إنو نحنا ما منحبّو عن جدّ؟
ممكن يكون في عدّة أسباب للغيرة، رح نسرد البعض منها:
- نظرة دونيّة للنفس (أو ال low self esteem): يللي بتجعل ثقتنا بنفسنا ضعيفة، وبالتالي منسمح للفار إنّو يلعب بعبّنا ومنصير نخترع سيناريوهات جديرة بجائزة السعفة الذهبية من “مهرجان كان” (أكيد أيّا سيناريست بتحترم حالها بتفضّلها عالأوسكار). منصير نتخيّل قصص غير واقعية ومنفكّر إنو أحبابنا عم بخونونا أو زهقوا وبطّلوا يحبونا، وخدلك عا دراما مبنيّة على أسس وهميّة.
- قلّة الثقة بالآخر: أمرار منغار بناءً على تجارب سابقة مرقنا فيها، حيث بكون شخص عزيز علينا كذّب ودمّر الثقة وخان الحبّ وحطّم النيّة بالإخلاص لبعضنا البعض بعكس ما كان متّفق عليه، وبالتالي منفقد الأمل إنو نكون مع شخص لطيف ووفي لدرجة إنو لمّا نلاقيه منخنقوا بالغيرة والشكّ اللي بغير محلّو، لحتّى يهشل ويهرب.
- حب التملّك اللي بسيطر علينا وهو أكثر الأنواع أذى للعلاقة وقادر على تدميرها.
“كيف بتضهري من البيت بلا ما تخبريني؟”
“مين هي اللي سلّمتي عليها وليه عبطتيها؟”
“ليه عم تبتسملك هيدي؟”
آثار التملك ممكن تتسبّب بأضرار بتتمثل بالسيطرة على الآخر والتحكم بحياته، بالإضافة لعزله عن محيطه. بهاي الحالة في سؤال بيطرح نفسه، هل نحنا منرتبط بحدا ليشاركنا حياتنا، أو منكون معو تا نزيد إسمه على لائحة الممتلكات تبعنا؟
إذا نظرنا للأمور بطريقة مختلفة، هل الغيرة ممكن تكون إيجابية ببعض النواحي؟ وكيف منعرف أيمتى منكون تخطينا حدودنا بالعلاقة؟
ما في شك إنو نيران الغيرة بتخلي الحبّ متأجج ولكن السرّ بيكمن بإبقائها هادئة وإلاّ توقعوا إنو تولع وتحرقكن بالألسنة تبعها. وهون بتتسببوا ببداية حرب مفتوحة ما فيها أيّ رابح.
على صعيد شخصي، أنا ما بقدر إتخيل نفسي بعلاقة غيرة-فري!* بحاول سيطر على الأنا تبعي بس لازم نحكي بصراحة، هيدا مشوار طويل ومش مستعجلة عليه. وما بنكر إنو الرغبة بالتملّك بتكون جامحة ببعض الأوقات، وبجّرب قنّعها لصاحبتي إنو “يا حبيبي، يا حياتي، عيونها ل”فينكس”، ما ضروري يكون عندك أصحاب غيري، وما ضروري تضهري من البيت”، وما بكون عم كذّب لمّا قلّها إنّو بدّي إتحكّم بحركاتها والأفكار اللي بتفكّر فيها والأفكار اللي بعد ما فكّرت فيها. بس برجع بحكّم عقلي وبقول لحالي إنو خير الأمور أوسطها وبضلّني كرّر هاي الجملة لنفسي لحتّى صدقها، وقدّامها بلوم برجي الشمسي وبقول إنّو الصفات تبعو بتدفعني للتفكير بهاي الطريقة وبشكر بحالي إنّو عم بقدر إتحكّم فيه.
أعذار سطحية مننكشها من تحت الأرض حتّى نغطي خوفنا من كسر العلبة الزجاجبة اللي منحط فيها قلبنا ومشاعرنا. ولكن لا بدّ من الإعتراف بشعور داخلي حلو ودافئ لمّا نعرف إنّو حبيبنا أو حبيبتنا بغاروا علينا. ومتل ما بتقول الستّ صباح “ما فيش حلاوة من غير نار!” قديرة يا صبّوحة!
*خالية من الغيرة
Leave a Reply