أريد نهارا جديدا
853 viewsأتجنب النظر في عيون المارة. لا أخفض رأسي تماما، لكنه ليس مرفوعا. ليس الان، ليس اليوم على الأقل. لا أظنني على ما يرام، منذ مدة وأنا لست على ما يرام.
رحّبوا بعودة ملكة الدراما… ها هي قادمة… مطأطئة الرأس… صفقوا لها…مرخاة اليدين… توشك القفز…استعدوا لالتقاطها… تستسلم… لا تلتقطوها… لا تنقذوها… فلتتوج ملكة خالدة… فلتذهب الى الجحيم…
لا. لا أريد حياة أبدية في الجحيم. أعاني من انفصام في الشخصية. اعتقدتُ انّكِ لا تؤمنين بهذه الخرافات. أنتِ منافقة!
لستُ منافقة. لستُ أي شيء يستحق عناء التعريف.
أريدُ أن أكون… أعمل لأكون… تكونين ماذا؟ ما هذا الهوس؟ لن تكوني،
بل سأكون.
أصطدم بامرأة، لا أعتذر. تشتمني و أبتسم في سرّي. تبتسمين؟هل هذا ما تريدينه؟ سماع الشتائم؟ اشتموها… اشتموني!
حقا أنتِ لست على ما يرام.
…سأكون
سأكون… سترين… سيرون!
من تُكلمين يا مجنونة؟ من هم؟ ومن هي؟ اااه… هي! كم تثيرين الشفقة… أما زلت تفتقدينها؟ اقتربي، دعيني أهمس في أذنك شيئا ما… هي لا تذكر وجودكِ يا حمقاء!!
هل هذا صحيح؟ هل نسيتني؟ ألا أمر مرور الكرام في عقلك هذا قبل ان تنامين؟ لم أعد أثير… اهتمامك؟ لم تعودي تثيرين اهتمام احد!
ليس صحيح… سأكون!
أمر بدكانٍ ما… أريد ماءً… حالة الطقس لا تطاق… الجو حار… وسعالي يفتك بي… يسألني البائع بلطف اذا كنت على ما يرام… أردت قتله… لست على ما يرام… هل أبدو على ما يرام؟ لكنني أجيب بمنتهى اللطف “نعم… أنا بحالة جيدة… شكرا”.
عفوا… هل ارتويتِ؟ هل اكتفيتِ؟ هل أطحت أخيرا بهذه المرارة التي تدب في أجزاءك؟
بالكاد… بالكاد يا عزيزتي.
ماذا الان؟ أراك تهدئين… أرهقْتُكِ… أنا ذاهبة… اعتني بنفسك.
أدخل السيارة… أسند ظهر المقعد الى الوراء قليلا… أغمض عينيّ… واستجمع ما تبقى لي من قوة… لأكمل باقي النهار.
التقطوني… واقذفوا بي الى يوم أفضل!
بقلم تيا – “أصوات”
Leave a Reply