هذا الأسبوع ولدت
356 views
ها انا في قلب المعادلة ، المعادلة التي لطالما حلمت أن أكون جزءا لا يتجزأ منها. ها أنا أحقق أنوثتي، يناديني أصدقائي باسمي الأنثوي الذي اخترته أنا لنفسي. أرتدي ملابس نسائية، أرتدي الفساتين وأرقص رقصا شرقيا على أنغام شرقية، أدخل في علاقات جنسية وعاطفية مع شبان، لكني لم أشعر يوما بالسعادة، وقلبي لم يشعر يوما بذلك الحنان الذي يضفي على روحي الدفء. أريد قلبا حنونا دافئا يحتويني، قلبا مغلفا بجسد رجولي، فقلبي يدق حتى الآن للرجال فقط. أريد رجلا منقذا ينقذني من دائرة الضياع التي أعيش فيها . فأنا كالمولودة، الطفلة، الجنين التي تريد أن تخرج من الرحم وتتعلم كل ما في الحياة. أنا أريد ان أكوّن شخصيتي وأخلق نفسي وأولد أنثى قوية، لذا فانا أنا بحاجة لرجل يحتويني ويرشدني ويخرجني من هذه المعمعة ويشعرني بالأمان فوق صدره الحنون. ففي الأسبوع الماضي عرضت علي فرصة العمر بالوقوف أمام الكاميرا والتحدث عن معاناتي وتجربتي كامرأة “ترانس” . بدأ التصوير ودق قلبي للطالب الشاب الوسيم الذي يترجم لي من الفرنسية الى العربية، فقد كان رقيقا وانسانيا بتعامله معي. في بداية الأمر، شعرت باعجاب شديد بوسامته، لكنه لاحقا سيطر علي بشخصيته القوية وبأسلوبه وطريقة حياته وتعامله وتقبله لي، حتى تمنيت لو أني أنتمي إلى عالمه وحضنه ودفئه وقلبه، وأن أصبح حبيبته وشريكة حياته. انه الحب الذي لم أشعر به من قبل على الرغم من لقائي بكثير من الرجال، فعندما لمسته شعرت أني لم ألمس رجلا من قبل بالرغم من ارتباطي بأكثر من شاب عاطفيا وجنسيا، فكل الرجال الذين شاركتهم الفراش لم يشعروني بالدفء الذي شعرته بلمسة وقبلة على خدي من هذا الشاب الذي سحرني بابتسامته وضحكته. وخلال التصوير شعرت أنني أولد من جديد، ليس بسبب ذلك الشاب الذي اختطف قلبي وانما لأنني ولأول مرة شعرت بأن الاضواء تلاحقني وتلاحق معاناتي وتسلط الضوء على حالتي بهذا الاهتمام الشديد ، بالاضافة الى أنني ارتديت الملابس النسائية ووضعت المساحيق على وجهي لأول مرة أمام البشر. وهكذا كسرت حاجز الصمت وشعرت انني أتنفس بعد موت وصمت داما عشرين عاما. فشعرت أني خطوت خطوة جريئة الى الأمام صنعت فيها شخصيتي وأطلقت أنوثتي الى خارج السجن، سجن الجسد. لقد ولدت هذا الأسبوع ، وولادتي ترافقت مع حبي لهذا الشاب. فأنا بحاجة لطبيب كي أخرج من الرحم، فلن أنسى هذا الأسبوع ، ومهما كان الثمن، لن تخرج هذه الصور من ذاكرتي ، فحياتي كلها في كف، وهذا الأسبوع في كف آخر.
– Contributed by Carla
Leave a Reply