المضحك… المبكي
631 views
على الرغم من أنني لم أكن يوما من الداعين لأي نوع من الرقابة، فقد كنت دوما من المهتمين بمعاييرها وفرسانها وخصوصا خياراتهم للمواضيع التي يهاجموها. وتهمني الاشارة إلى أنني هنا لا أدعو الى الرقابة، بل الى اعادة تشكيل لنظرتنا ومسائلة مجتمع ينتقد دون ان يتخذ مواقف فعالة لدعم ما يتبجح به من “اخلاق حميدة”.
أثار برنامج “لول” (برنامج نكات على احدى التلفزيونات اللبنانية) عاصفة من الاحتجاجات الدينية و”الأخلاقية” على محتواه الاباحي والجنسي أحيانا، وبالأخص أن وقت عرضه قد يسمح لمن هم/ن دون السن القانونية بسماع بعض النكات الجنسية. ما أثار اهتمامي هو انه على الرغم من سخافة هذا المنع وخطورته في تشكيل نظرة عند الاطفال مملوءة بالذنب والعار تجاه هذه الاعضاء الطبيعية من الجسم، فإن المعايير كانت أسخف بكثير. فكلمة “طيز” تحذف بينما كلمة “قفا” تمر مرور الكرام! وكأن المشكلة ليست في العضو، بل في استعمال تعبيره، فيبدو ان القفا هو عضو مثل الفم واليد، أما الطيز فعمل من رجس الشيطان!
لم يصدمني غياب أي انتقاد للنكات التي تكرس التمييز الجنسي بحق النساء والمثليين والمخنثين، فالمجتمع ينبض بها (ولم يساهم وجودها سوى بخيبة أملي من المذيع والمذيعة كونهم قد أثاروا اعجابي في معركتهم ونقاشهم ضد الرقابة الدينية وشرطة الاخلاق وهو ما دفعني لمشاهدة البرنامج كل اسبوع). ولكن ما فاجئني هو غياب أي انتقاد للنكات التي تعتبر العنف الجندري “فكاهيا”، وفي بعض الأحيان مبررا ومعللا بسبب تصرفات المرأة، واعتبار جرائم الشرف أمرا بديهيا على الرغم من أن لبنان يشهد مؤخرا حملة ضد العنف الأسري (والذي أرى ان تسميته بالعنف الجندري أكثر دقة).
http://golamabinawas.blogspot.com
Leave a Reply