متحولة جنسياً…لا غرضاً جنسياً
764 views
تسود في المجتمع أساطير واعتقادات أغلبها خاطئة ومبنية على معتقدات ذكورية بحتة، مفادها أن التحول الجنسي هو الحالة القصوى للمثلية أو الشذوذ كما يسميه هذا المجتمع. فالمتحولة جنسيا تقدم على فعلتها هذه “بس لتنتاك”، لذلك تصبح “ملطشة” العموم، وغرضا جنسيا للرجال من دون أي احترام و لا اعتبار. فمن مقام الرجل المهيمن، تنزل المتحولة إلى مقام المرأة الخاضعة والمستسلمة لشهوات ونزوات رجال بنتهم و سكنتهم العقد، بل أكثر من ذلك، تنزل إلى مقام الشيء أو اللاشيء. وهناك عدد كبير من الرجال، يخدش وجود المتحولة جنسيا في محيطتهم ويجرحهم رجولتهم ويجرحها. أقلت رجولتهم؟ بل أقصد ذكوريتهم الموروثة أبا عن جد، حيث من غير اللائق أن تشم رائحة نعومة أو أنوثة لدى الرجل. بالنسبة لهذا المجتمع، هناك هاجس غير مفهوم: هل من المعقول أن يتخلى رجل بكامل قواه العقلية عن مميزات مقامه الرجولي، ويصبح هذا الشيء المسمى “امرأة”؟ بل ألعن من هذا، أن يصبح هذا الشيء المسمى “شيمايل”؟
وكل هذا لأنها “بدها تنتاك”؟ فإذاً، “لتنتاك” المتحولة جنسيا، تقوم بمواجهة عائلتها والعنف والغضب والرفض، وتواجه عدائية المجتمع وتجد نفسها معنفة في المدرسة، والشارع والجامعة، في حال استطاعت الصمود لهذه المرحلة. أما عالم العمل، فهي مقصاة عنه كليا. وما لا يفكر به هذا المجتمع المريض، أن المتحولة تعرض صحتها للخطر بتناولها الهرمونات التي تؤثر على الكبد والكلى وغيرها، وتعرض حياتها للخطر بتحملها عملية كعملية التحول الجنسي التي تصل مدتها إلى سبع ساعات، هذا من دون التطرق للآلام الكبيرة التي تتكبدها طيلة أشهر بعد العملية. بالإضافة إلى ذلك، هي تنفق أكثر من ثلاثين الف دولار أمريكي بين العلاج الهرموني وعملية التحول ونفقات الطبابة. فهل يقبل عقل انسان عاقل، مقولة ان المتحولة تتحمل كل هذه العذابات “لتنتاك”؟
Leave a Reply