حصار ليليّ
346 viewsيدان تطوقان معصميها،
قيدان لم تفلت منهما يوما.
جسده الثقيل يحبس أنفاسها،
يحاصر طفولتها.
هي تعرف، اخضرار عينيه
تعرف عدد الدوائر في بؤبويه.
وتعرف، أنفاسه المتسارعة فوق عنقها
ولعابه الذي يسيل
فوق ثديين، لم ينبتا بعد.
وتعرف، آه كم تعرف،
عطره الذي كل ليلة
يمر فوق شفتيها.
****
تحس به في داخلها،
يجتاح كل ما في دربه،
ويمضي.
غثيان، غثيان.
بين فخذيها الضعيفين،
يسيل سائل ساخن،
لم تجرؤ أبدا
على النظر اليه.
****
تكره، آه كم تكره يديها الصغيرتين
اللتين ما أفلتتا يوما من يديه.
آه كم تكره عينيها اللتين
ما أغمضتا يوما عليه.
وفخذيها اللذين، لم يقفلا على بعضهما الى الأبد.
آه كم غاضبة هي، على صوتها الذي
لم يوقظ الكون في تلك الليلة.
****
كل هذا الصراخ في داخلها،
ما تفعل به؟
****
طفلة هي،
طفلة كانت بأعوام ستة،
لكن ليس بعد تلك الليلة.
****
امرأة أصبحت،
امرأة، تضحك كثيرا،
تبكي قليلا،
ولا تعرف كيف تغفو.
تحرس نفسها كل ليل،
لعلها تعود مرة،
طفلة.
Leave a Reply